قال أبو بكر: وقد قرأ بعض (?) القراء: {إنّ ناشئةَ الليلِ هي أشدُّ وِطْأً} بكسر الواو، وهو صحيح في العربية. فوطِيء يطأ وِطْأً، على مثال: عَلِمَ يَعْلَمُ عِلْماً، وفَقِهَ يفقَهُ فِقْهاً، غير أنه لم يقع للفراء رواية] (?) (630)

488 - وقولهم: فلانٌ أبو البَدَوات

(?)

قال أبو بكر: معناه: أبو الآراء التي تظهر له. وواحد البدواتِ: بَدَاة، فاعلم. يقال: بداة وبَدَوات، كما يقال: قَطَاة وقَطَوات.

وكانت العرب تمدح بهذه اللفظة، فيقولون للرجل الحازم: فلان (?) ذو بَدَوات، أي: ذو آراء تظهر، فيختار بعضها، ويسقط بعضها. أنشد الفراء:

(/ من أمرِ ذي بَدَواتٍ ما تزالُ له ... بَزْلاءُ يَعْيا بها الجثَّامةَ اللُّبَدُ) (?) (204 / أ)

489 - وقولهم: مالي في هذا الأمرِ دَرَكٌ

(318)

قال أبو بكر: معناه: ما لي فيه منفعةٌ ولا دفعُ مَضَرَّةٍ. قال الفراء (319) : الدرك عند العرب: حبل قِنّبٍ، يُشَدُّ في عَرَاقي الدلو ليمنع الماء من أن يُصيبَ الرِّشاء. يقال: اجعل في رشائك دَرَكاً: أي اجعل في عراقي الدلو حبلاً يدفعُ ضَرَرَ الماءِ عن الرِّشاء.

وقال بعض الناس (?) : معنى قولهم: ما لي في هذا الأمر درك: ما لي فيه مَرْقىً ولا مَصْعَدٌ، من قول الله عز وجل: {إنَّ المنافقينَ في الدَّرَكِ الأسفلِ من (631} النارِ) (?) . فالدرك: المِرقاة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015