(بضربٍ كآذانِ الفِراء فُضُولُهُ ... وطعنٍ كإيزاغِ المخاضِ تَبورُها) الفِراء: جمع الفرأ، وهو الحمار الوحشي. أنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي:

(إذا اجتمعوا عليَّ وأَشقذوني ... فصرتُ كأنَّني فَرَأٌ يُتارُ) (?) معنى أشقذوني: طردوني، ومعنى يُتار: يُرمى بالأبصار. (628)

486 - وقولهم: قد بَلَّحَ فلانٌ في يدي

(?)

/ قال أبو بكر: معناه: قد انقطع فلم يبقَ عنده جواب. وكذلك: قد (203 / أ) بلح الغريم في يدي، معناه: لم يبق عنده شيء يقضيني. وهو مأخوذ من قول العرب: قد بلَّحتِ الركيّة: إذا ذهب ماؤها، وقد بلّح الفرس: إذا انقطع جَرْيُهُ. قال متمم بن نويرة (?) :

(ونجّاكَ منّا بعدما مِلتَ جانباً ... ورُمتَ حذارَ الموتِ كلَّ مَرامِ)

(مُلحُّ إذا بلَّحْنَ في الوَعْثِ لاحِقٌ ... سنابِكُ رِجْلَيْهِ بعَقْدِ حِزامِ)

487 - وقولهم: قد واطَيْتُ فلاناً على كذا وكذا

(?)

قال أبو بكر: معناه: قد وافقته عليه. والمواطأة عند العرب: الموافقة. قال الله عز وجل: {إنَّ ناشئةَ الليلِ هي أَشَدُّ وَطْأً} (?) فمعناه: هي أشد موافقة، وذلك أن اللسان يواطيء فيها العمل، والسمع يواطيء فيها القلب.

ومَنْ (?) قرأ: {أشدُّ وِطاءً} ، قال: المعنى أَثبتُ قياما من صلاة النهار، لأن النهار تشتغل فيه القلوب بالمعاش، والليل تخلو فيه [القلوب] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015