(إذا أشرفَ المحزونُ من رأسِ تَلْعَةٍ ... على شِعْبِ بوّانٍ أفاقَ من الكَرْب)

(وألهاه بَطْنٌ كالحريرةِ مَسُّهُ ... ومُطَّرِدٌ يجري من الباردِ العَذْبِ)

(وطيبُ ثمارٍ في رياضٍ أَرِيضةٍ ... وأغصانُ أشجارٍ جناها على قُرْبِ)

466 - وقولهم: فلانٌ ذَرِيعتي إلى كذا، وهذا الأمر ذَرِيعَتي

(?) (613)

قال أبو بكر: الذريعة معناها في كلام العرب: ما يدني الإنسان من الشيء، ويُقرِّبه منه.

والأصل في هذا: أنْ يُرسل البعيرُ مع الوحش يرعى معها، حتى يأنس بالوحش، ويأنس به الوحش. فإذا أراد الرجل أن يصيدها استتر بالبعير، حتى إذا حاذى الوحش وداناها، رماها فصادها. ويسمُّون هذا البعير: الذريعة، والدَّرِيَّة. ثم جُعِلت الذريعةُ مثلاً لكل شيء أَدْنى من شيء وقَرَّب منه. قال الشاعر (?) :

(وللمنية أسبابٌ تُقَرِّبُها ... كما تُقَرِّبُ للوحشيةِ الذُرُعُ)

467 - وقولهم: ما لفلانٍ عليَّ مثقالُ ذَرَّةٍ

(?)

قال أبو بكر: قال أبو عبيدة (?) : المثقال: الوزن. والمعنى: ماله عليّ وزن ذرة. قال الله عز وجل: {إنّ اللهَ لا يظلمُ مثقالَ ذَرَّةٍ} (?) فمعناه: وزن ذرة. وقال جل ثناؤه: {فمَنْ يَعْمَلْ مثقالَ ذَرَّةٍ خيراً يَرَه} (?) معناه: وزن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015