450 - وقولهم: وَيْلٌ للشَّجِيْ من الخَلِيِّ

(?)

قال أبو بكر: معناه: ويل للمهموم من الفارغ. والشجي: الذي كأن في حقله شَجاً من الهم. والشجا: الغَصَص. يقال: قد شجي الرجل يشجى (602) شجا: إذا غصّ. قال صريع سلمى (?) :

(إني أرى الموت [مما] قد شجيتُ به ... إنْ دامَ ما بي وربِّ البيتِ قد أفِدا)

وقال أكثر أهل اللغة: ويل للشجي من الخليِّ، بتخفيف الياء من الشجي، وتثقيلها من الخلي. وكذلك أخبرنا أبو العباس في الفصيح (?) .

ويحكى عن الأصمعي أنه حكى: ويل للشجيِّ من الخليِّ، بتثقيل الياء فيهما جميعاً. قال الشاعر (?) :

(ويلُ الشجيِّ من الخَليِّ فإنّه ... نَصِبُ الفؤادِ بحزنِهِ مهمومُ)

451 - وقولهم: شَتّانَ ما بينَ الرجلين

(?)

قال أبو بكر: معناه: مختلف ما بينهما. وفيه ثلاثة أوجه: يقال: شتانَ أخوك وأبوك، وشتانَ ما أخوك وأبوك، وشتان ما بين / أخيك وأبيك. (192 / ب)

فمن قال: شتان أخوك وأبوك، رفع الأخ بشتان، ونسق الأب على الأخ، وفتح النون من شتان، لاجتماع الساكنين، وشبهها بالأدوات.

ومن قال: شتان ما أخوك وأبوك، رفع الأخ بشتان، ونسق الأب عليه، وجعل (ما) صلة. ويجوز في هذا الوجه كسر النون من (شتان) ، على أنه تثنية: شَتٍّ. والشتّ في كلام العرب: المتفرق، وتثنيته: شتان، وجمعه: أشتات. قال الله عز وجل: {يومئذ يصدرُ الناسُ أشتاتاً ليروا أعمالَهم} (?) معناه: يرجع الناس متفرقين مختلفين. وواحد الأشتات: شت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015