(?) (585)
قال أبو بكر: الكلف معناه في كلامهم: شدّة الحب، والمبالغة فيه يقال: فلان كلِف بفلان، ومُكَلَّف بفلان: إذا كان مبالغاً في محبته. قال الشاعر (?) :
(فتيقَّني أنْ قد كَلِفْتُ بكم ... ثم افعلي ما شِئتِ عن عِلْمِ)
وقال عمر بن أبي ربيعة (?) :
(قالت أجيبي عاشقاً ... بحُبِّكُم مُكَلَّفُ)
(فيها ثلاثٌ كالدُّمَى ... وكاعِبٌ ومُسْلِفُ)
الدمى: الصور، والكاعب: التي قد كعب ثدياها، والمسلف: التي قد بلغت خمساً وأربعين، ونحو ذلك.
قال أبو بكر: معناه: قد حزن واغتمّ، فاعتلّ (?) قلبه لذلك، فأشبه عِلّةَ الأجسامِ ومَرَضَها. ويقال أيضاً: قد مرض قلبه، معناه: / قد أَظْلَمَ قلبه. (186 / أ) قال أبو بكر: سمعت أبا العباس يقول: يكون المرض عند العرب: الظُلمة. وأنشدنا:
(وليلةٍ مَرِضَتْ من كلِّ ناحيةٍ ... فما يضيءُ لها نَجْمٌ ولا قَمَرُ) (?)
ويقال أيضاً في غير هذا المعنى: قد مرض قلب [هذا] الرجل: إذا شكَّ (586) ونافَقَ. قال الله عز وجل: {في قلوبِهم مرضٌ فزادَهم اللهُ مَرَضاً} (?) فمعناه: