قال أبو بكر: قال الفراء (?) : معناه: قد بلغ أقصى العذر مَنْ أنذرك. يقال: قد أعذرَ الرجل فهو مُعْذِرٌ: إذا بلغ أقصى العُذر. قال الطائي (?) :
(على أهلِ عذراءَ السلامُ مُضاعفاً ... من الله ولتُسْقَ الغَمامَ الكَنَهْورا)
(ولاقى بها حجرٌ من اللهِ رحمةً ... فقد كانَ أرضى الله حجرٌ وأَعْذَرا)
[ويقال: قد عذّر الرجل فهو معذّر: إذا اعتذر ولم يأت بعذر.] قال الله عز وجل: {وجاءَ المُعَذِّرونَ من الأَعراب} (?) . وكان ابن عباس (?) يقرأ: {وجاء المُعذِرونَ من الأعراب} ، ويقول: لعن الله المعذِّرين.
وفي المعَذِّرين وجهان: (170 / أ)
إذا كان المعذّرون، من: عذّر فهو / مُعَذِّرٌ، فهم لا عذر لهم.
وإذا كان المعذِّرون، أصلهم: المعتذرون، فأُلقيت فتحة التاء على العين، فأبدل منها ذال، وأُدغمت في الذال التي بعدها، فلهم عذر. (546)
وقال الفراء (?) : يقال: قد اعتذر الرجل: إذا أتى بعذر، وقد اعتذر: إذا لم يأت بعذر. قال الله عز وجل: {يعتذِرون إليكم إذا رجعتم إليهم} (16) ثم بيَّن عز وجل أنه لا عذر لهم فقال: {قل لا تعتذروا} (17) . وقال لبيد (?) في المعنى الآخر: