وقال أبو عبيدة (?) : معنى قولهم للمتبختر: قد تمطى: قد مشى المُطَيْطَاءَ، وهي مشية يُتَبَخْتَر فيها (?) . قال النبي: (إذا مشت أمتي المُطَيْطاء، وخدمتهم فارسُ والرومُ، كان بأسُهم بينهم) (?) .
فأصل تمطى عند أبي عبيدة: تَمَطَّطَ، فاستثقلوا الجمع بين ثلاث طاءات (?) ، (530) فأبدلوا من الثالثة (?) ياء، كما [قال] العجاج (?) :
(تقضيّ البازي إذا البازي كَسَرْ ... )
( [أبصر خِرْبانَ فضاءٍ فانكدَرْ ... ] )
أراد: تقضُّض البازي، فأبدل من الثالثة ياء. وقال الله عز وجل: {ثُمَّ ذَهَبَ / إلى أهله يتمطّى} (?) معناه: يتبختر. (164 / أ)
وشبيه بهذا قول الله عز وجل: {قد أفلحَ مَنْ زكّاها وقد خابَ من دسّاها} (?) معناه: قد أفلح من زكّى نفسه بالعمل الصالح، وقد خاب من دسَّى نفسه بالعمل القبيح.
قال الفراء (?) : الأصل فيه: مَنْ دسَّسَها، أي: من دَسَّسَ منزله، وأخفاه من الضيفان والسؤال والمطالبين بحق الله. فالألف بدل من السين الثالثة.
ويقال (?) : معنى الآية: قد أفلحت نفس زكاها الله، وقد خابت نفس دسّاها الله.