قال الشاعر:

(دعاها بشاةٍ حائلٍ فتحلَّبَتْ ... له بصريحٍ ضَرَّةُ الشاةِ مُزْيِدِ) (?)

315 - وقولهم: قد أدَّى فلانٌ الجزْيَةَ

(?)

قال أبو بكر: الجزية معناها في كلامهم: الخراج المجعول عليه. وإنما سميت جزية لأنها قضاء منه لما عليه. أخذ من قولهم: قد جزى يجزي: إذا قضى. قال الله عز وجل: {واتقوا يوماً لا تجزي نفسٌ عن نفسٍ شيئاً} (?) معناه: لا تقضي ولا تُغني.

وقال الأصمعي: قيل لأبي هلال: ما كان الحسن يقول في كذا وكذا؟ قال: كان يقول: أي ذلك فعل جزى عنه. أي: قضى عنه.

ومن ذلك قول النبي لأبي بُردة بن نيار (?) ، في الجَذَعة التي أمره أن يُضَحِّي بها: (ولا تجزي عن أحدٍ بَعْدَكَ) (?) معناه: ولا تقضى.

ومن ذلك الحديث الذي يُروى عن عُبيد بن عُمير أنه [قال] : (كان رجل يداين الناس، وكان له كاتب ومتجازٍ، وكان يقول له: إذا رأيت الرجل مُعْسِراً (492) فأنظِر، فغفر الله له) (?) . فالمتجازي: المتقاضي.

وقال الأصمعي (?) : أهل المدينة (?) يقولون: قد أمرت فلاناً يتجازى ديني (148 / ب) على فلان، أي يتقاضاه. ويقال: أجزاني الشيء يجزيني فهو مُجْزِيء لي /: إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015