قال أبو بكر: قال أبو العباس: النمام معناه في كلام العرب: الذي لا يمسك الأحاديث، ولا يحفظها: من قولهم: جلود نَمَّة: إذا كانت لا تمسك (484) الماء. ويقال: قد نَمَّ فلان ينمُّ نَمّاً: إذا ضيَّع الأحاديث ولم يحفظها. أنشد الفراء:
(بَكَتْ من حديثٍ نَمَّهُ وأشاعَهُ ... ولَصَّقَهُ واشِ من القوم راضعُ) (?)
/ ويقال للنمام القَتّات. قال النبي: (لا يدخل الجنة قتّاتٌ) (?) (145 / أ) ويقال: قَتّ يقُتُّ قَتّاً (?) : إذا مشى بالنميمة. ويقال للنمام: القَسّاس، والقَمّام، والدّراج، والهمّاز، واللمّاز، والغمّاز، والمُهَيْنم، والمُهتمل، والمَؤوس، والمِمأَس (?) ، [والمائس] ، والنمِل (?) . ويقال: مأَس الرجل بين القوم يمأَس بينهم مأْساً: إذا مشى بينهم بالنميمة. ويقال: نمل الرجل: إذا مشى بالنميمة.
قال أبو بكر: معناه: قد تغيَّر وجهه، وصار لونُه كلون الرماد. قال أبو العباس: هو من قولهم: نعامةٌ رَبْداء، ورَمْداء (?) : إذا كان لونها كلون الرماد. قال الأعشى (?) : (
وإذا أطاف لُغامُهُ بسَدِيسِهِ ... فثَنَى وزادَ لجاجةً وتَرَبَّدا)
(شَبَّهْتُهُ هِقْلاً يباري هِقْلَةً ... ربداءَ في خِيْطٍ نقانقَ أُبَّدا)
( [إلا كخارجة المكلفِ نفسه ... وابني قَبِيْصَةَ أن أغيب ويشهدا] )