بك أن تتغير أمورنا، وتنتقض كنقض العمامة بعد كورها، وهو شدُّها. واحتجوا بأنَّ الحجاج بن يوسف (?) بعث رجلاً أميراً على جيش، ليقاتل الخوارج، ثم بعث / (11 / ب) به بعد مدة تحت لواء رجل آخر، فقال للحجاج: هذا الحور بعد الكور. فقال له الحجاج: وما الحور بعد الكور؟ قال: النقصان بعد الزيادة.

وقال آخرون: اللهم إنّا نعوذ بك من الحور بعد الكور، معناه: اللهم إنا نعوذ بك من الرجوع والخروج عن الجماعة، بعد أن كنا في الكور، وهو الاجتماع.

ويقال: قد كار الرجل عمامته على رأسه: إذا شدّها وجمعها، وحارها إذا: نقضها وأفسدها.

ورواه بعض أهل العلم: اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكون، بالنون، فسُئل عن معنى ذلك فقال: أما سمعتَ (?) قول العرب: حار بعدما كان. أي كان على [حال] جميلة فحار عنها، أي: رجع عنها. يقال: قد حار الرجل يحور حوراً: إذا رجع. من ذلك قول الله جل وعز: {إنّه ظَنَّ أنْ لَنْ يحورَ} (?) ، معناه: أن لن يرجع. قال لبيد (?) :

(وما المرءُ إلا كالشهابِ وضوئِهِ (?)

يحورُ رماداً بعدَ إذ هو ساطْعُ) (119)

أراد: يرجع رماداً. وقال الآخر (?) :

(أصبحتْ دارُنا قِفاراً خَلاءً ... بعدَ عدنانَ والإِلهُ مَحاري)

وقال عمران بن حطان (?) :

طور بواسطة نورين ميديا © 2015