والقدر: القطع جمع قدرة، وهي القطعة من اللحم إذا كانت مجتمعة, وتمغ اسم مال لعمر، وقد تقدم بخ بخ تقدم شرحه أيضًا في ذكر الورع. وروي أنه عام الرمادة لما اشتد الجوع بالناس وكان لا يوافقه الشعير والزيت ولا التمر وإنما يوافقه السمن، فحلف لا يأتدم بالسمن حتى يفتح على المسلمين عامه هذا، فصار إذا أكل خبز الشعير والتمر بغير أدم يقرقر بطنه في المجلس فيضع يده عليه ويقول: إن شئت قرقر, وإن شئت لا تقرقر، ما لك عندي أدم حتى يفتح الله على المسلمين.
وروي أن زوجته اشترت له سمنًا فقال: ما هذا? قالت: من مالي ليس من نفقتك، قال: ما أنا بذائقه حتى يجيء الناس. خرجهما في فضائله.
وعن أبي هريرة قال: خرج عمر عام الرمادة فرأى نحوًا من عشرين بيتًا من محارب، فقال عمر: ما أقدمكم? قالوا: الجهد، قال: وأخرجوا لنا جلد ميتة مشويا كانوا يأكلونه ورمة العظام يسحقونها ويسفونها، قال: فرأيت عمر طرح رداءه ثم نزل يطبخ لهم ويطعم حتى شبعوا، ثم أرسل أسلم إلى المدينة فجاءه بأبعرة, فحملهم عليها ثم كساهم, ثم لم يزل يختلف إليهم وإلى غيرهم حتى رفع الله ذلك.
وعن1 ... أن عمر خرج حاجا في نفر من أصحابه حتى بلغ الأبواء, إذا هو بشيخ على قارعة الطريق فقال الشيخ: يا أيها الركب قفوا, فوقفوا له، وقال عمر: قل يا شيخ قال: أفيكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم? قالوا: لا وقد توفي! قال: أوقد توفي? قالوا" نعم, فبكى حتى ظننا أن نفسه ستخرج من جنبيه، ثم قال: من ولي الأمة بعده؟ قالوا: أبو بكر، قال: نجيب بني تيم؟ قالوا: نعم، قال: أفيكم هو? قالوا: لا وقد توفي. قال: توفي! قالوا: نعم, فبكى حتى سمعنا لبكائه نشيجًا، وقال: من ولي الأمة