أذن لأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر حجة حجها يعني في الحج, وبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف قال البرقاني: إبراهيم هذا هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
قال الحميدي: وفيه نظر، ولم يذكر ابن مسعود في الأطراف.
ذكر غضبه لغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وغمه لغمه على انبساطه وتألمه لتألمه وبكائه لرقة حاله:
تقدم في الخصائص في الموافقة الخامسة وغيرها طرف من ذلك عن عمر قال: كنا معشر قريش نغلب نساءنا, فلما قدمنا المدينة وجدنا قومًا تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فغضبت يومًا على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني, فقالت: ما تنكر أن أراجعك، فوالله إن أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يراجعنه وتهجره إحداهن اليوم حتى الليل، فدخلت على حفصة فقلت: أتراجعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتهجره إحداكن اليوم حتى الليل? قالت: نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله لغضب رسوله -صلى الله عليه وسلم- فإذا هي قد هلكت, لا تراجعي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا تسأليه شيئًا واسأليني ما بدا لك، ولا تغرنك جارتك إن كانت هي أوسم منك وأحب إلى رسول الله -يريد عائشة- قال: ثم قيل: طلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نساءه فقلت: قد خابت حفصة إذًا وخسرت، كنت أظنه يوشك أن يكون، فدخلت على حفصة وهي تبكي فقلت: أطلقكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم? قالت: لا أدري، هو ذا معتزل في المشربة، فأتيت غلامًا أسود فقلت: استأذن لعمر, فدخل ثم خرج قال: قد ذكرتك، فقمت فانطلقت حتى أتيت المنبر فإذا عنده رهط جلوس فجلست قليلًا ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت: استأذن لعمر فدخل ثم خرج فقال: قد ذكرتك، فصمت فوليت مدبرًا فإذا الغلام يدعوني فقال: ادخل فقد أذن لك، فدخلت فسلمت على النبي