ثمَّ تُوفى خَال السُّلطان شهَاب الدّين مَحْمُود بن تكش الحارمي فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَتُوفِّي وَلَده تكش ابْن خَال السُّلطان قبله بِثَلَاثَة أيَّام وَذَلِكَ أَوَان وقْعَة الرملة
وَلما سمع السُّلطان بنزول الفرنج على حارم رَحل من الْبركَة يَوْم عيد الْفطر بعساكره وَوصل أَيْلَة فِي عَاشر الشَّهْر واستناب بِمصْر أَخَاهُ الْعَادِل وَأقَام بهَا أَيْضا القَاضِي الْفَاضِل بنيَّة الْحَج فِي السّنة الْقَابِلَة وَوصل السُّلطان إِلَى دمشق فِي الرَّابِع وَالْعِشْرين من شوّال
وَمِمَّا نظمه الْعِمَاد فِي التشوق إِلَى مصر قَوْله
(سَاكِني مصر هُنَاكُم طيبها ... إِن عيشي بعدكم لمْ يطب)
(لاعدمتم رَاحَة من قربهَا ... فَأَنا من بعْدهَا فِي تَعب)
(بعد الْعَهْد بأخباركم ... فَابْعَثُوا أخباركم فِي الْكتب)
(لَيْت مصرا عرفت أَنِّي وَإِن ... غبتُ عَنْهَا فالهوى لم يغب)
وَمن ذَلِك
(تذكرت فِي جلَّقٍ داركم ... بِمصْر وَيَا بُعْد مَا بَيْننَا)
(وَمَا أَتَمَنَّى سوى قُربكم ... وَذَلِكَ وَالله كلُّ المنى)
(لكم بالجنان وَطيب الْمقَام ... وَحسن النَّعيم بِمصْر الهنا)