سيف الدّين عَليّ بن أَحْمد المشطوب بِالْقربِ فَدَخلَهَا وَخرج للحرب وَاجْتمعَ إِلَيْهَا رجال الطعْن وَالضَّرْب وَجَرت ضروبٌ من الحروب وَكَاد الفرنج تهجم الْبَلَد فأخرجوهم من الدروب وَنصر الله أهل الْإِسْلَام بعد حصارهم لَهُم أَرْبَعَة أَيَّام فَانْهَزَمَ الملاعين ونزلوا على حصن حارم كَمَا تقدم ذكره فرحلهم عَنهُ الْملك الصَّالح بعد حصاره أَرْبَعَة أشهر
وَمن كتاب فاضليّ إِلَى بَغْدَاد خرج الكفّار إِلَى الْبِلَاد الشَّامية فاسخين لعقد كَانَ محكماً غادرين غدرا صَرِيحًا مقدرين أَن يجهزوا على الشَّام لما كَانَ بالجدب جريحا ونزلوا على ظَاهر حماة يَوْم الِاثْنَيْنِ الْحَادِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى وزحفوا إِلَيْهَا فِي ثَانِيَة فَخرج إِلَيْهِم أَصْحَابنَا وتضَّمن كتاب سيف الدّين يعْنى المشطوب أَن الْقَتْلَى من الفرنج تزيد على ألف رجل مَا بَين فَارس وراجل شفى الله مِنْهُم الصُّدُور ورزق عَلَيْهِم النَّصْر والظهور ثمَّ انصرفوا مجموعا لَهُم بَين تنكيس الصُّلُب وتحطيم الأصلاب مفرّقة أحزابهم عَن الْمَدِينَة المحروسة كَمَا افْتَرَقت عَن الْمَدِينَة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة الْأَحْزَاب
قَالَ الْعِمَاد وتسامع الحلبيون بِيَوْم رحيلنا من مصر لقصد الشَّام لنُصْرة الْإِسْلَام وَقَالُوا أول مَا يصل صَلَاح الدّين يتسلم حارم فراسلوا الإفرنج وقاربوهم وأرغبوهم وأرهبوهم وَقَالُوا لَهُم صَلَاح الدّين وَاصل وَمَا لكم بعد حُصُوله عنْدكُمْ حَاصِل فَرَحل الفرنج بقطيعة من المَال أخذوها وعدّة من الْأُسَارَى خلَّصوها