وتصاحب هُوَ وَالسُّلْطَان فِي الرّكُوب وَالْجُلُوس والتناجي بِمَا فِي النُّفُوس وتكررت الْمُشَاورَة فِي الْموضع الَّذِي يبتدأ بِقَصْدِهِ وَاتَّفَقُوا على عرقا وعقرها وَالنُّزُول بعقرها وَأَنَّهَا اذا ملكت ملكت طرابلس فأقاموا بقدس إِلَى آخر الشَّهْر حَتَّى اجْتمعت الجموع ووصلت قبائل العربان ثمَّ سَار السُّلْطَان أول ربيع الآخر وخيم بِقرب حصن الأكراد على البقيعة ثمَّ شن الاغارة على نواحي الْحصن وصافيثا والعريمة وَتلك الْحُصُون فاستخرج مَا فِيهَا من المخزون وَفتح حصن يحمور وسامه الدمور وَلم تزل الاغارات والغنائم وهم فِي تِلْكَ الْمنزلَة إِلَى آخر الشَّهْر فوصل قَاضِي جبلة مَنْصُور بن نبيل وَجَمَاعَة مَعَه فَأَشَارَ على السُّلْطَان بقصدها وتكفل بِفَتْحِهَا وَفتح اللاذقية وَتلك الْحُصُون والمعاقل الشمالية
وَكَانَت تِلْكَ الْبِلَاد قد سلمهَا إِلَيْهِ ابرنس أنطاكية وعول عَلَيْهِ فِيهَا وَقَالَ إِن الِاشْتِغَال بطرابلس مَعَ احتراسها يذهب الزَّمَان ويفوت الامكان والمسلمون بجبلة مجبولون على التَّسْلِيم مؤملون أَن يتبدل شقاؤهم مِنْك بالنعيم فأصغى السُّلْطَان إِلَى قَوْله وأصفى لَهُ ورد طوله وَكَانَ قد وصل إِلَيْهِ مقدمو جبل بهرا فوفر لَهُم رواتبهم وأجرى فندبوا إِلَى أتباعهم وَكَتَبُوا إِلَى أشياعهم