قَالَ الْعِمَاد ثمَّ رَحل السُّلْطَان فسلك فِي جبل يبوس إِلَى عين الْجَرّ إِلَى الدلهمية على الْبِقَاع وأتى بعلبك وخيم بمرج عدوسة ثمَّ رَحل على سمت اللبوة ثمَّ أَتَى الزِّرَاعَة وَوصل الْخَبَر بوصول عماد الدّين صَاحب سنجار فِي جموعه وَجُنُوده ونزوله على قدس من عمل حمص على نهر العَاصِي وَلما ترَاءى موكبه لموكب السُّلْطَان تقَابل القمران ثمَّ تقارن النيرَان وَاجْتمعَ السعدان وَسعد الْجَمْعَانِ فخيم السُّلْطَان عِنْد مخيمه وَسَأَلَ أَن يزوره السُّلْطَان بموكبه فَأجَاب دَعوته ثمَّ رتب السُّلْطَان يَوْمًا لحضوره عِنْده وتهاديا وتصافيا
وَكَانَ أَيَّام المشمش وَقد وصل من دمشق فَأَفْرَح قدومه وطلعت فِي أبراج الأطباق نجومه كَأَنَّهَا كرات من التبر مصوغة أَو بالورس مصبوغة صفر كَأَنَّهَا ثَمَر الرَّايَات الناصرية حلا منْظرًا وذوقا وَلَو نظم جوهره لَكَانَ طوقا كَأَنَّمَا خرط من الصندل وخلط بالمندل وجمد من الثَّلج وَالْعَسَل