ومن النظائر، التي تشق لطافتها المرائر، قصيدة الشيخ شمس الدين ابن الصائغ (?)، يتشوق إلى دمشق وأطرافها وأدبائها، وهي:
أدمشق لا بعدت ديارك عن فتى ... أبدا إليك بكله يتشوق
أشتاق منك منازلا لم أنسها ... أني وقلبي في ربوعك موثق
أني اتجهت رأيت دوحا ماؤه ... متسلسل يعلو عليه جوسق
والريح تكتب والجداول أسطر ... خط له نسخ الغرام محقق
والطير يقرأ والنسيم مردد ... والغصن يرقص والغدير يصفق
ومعاطف الأغصان هزتها الصبا ... طربا فذا عار وهذا مورق
وكأن أزهار الرياض سرادق ... في ظلها من كل لون نمرق
وكأنما في كل عود صادح ... عود خلا مزمومه والمطلق
والورق في الأوراق يشبه شجوها ... شجوى وأين من الخلي الموثق
تتلو على الأغصان أخبار الهوى ... فيكاد ساكت كل شيء ينطق
يا سائرا والريح تعثر دونه ... والربع يبسم إذ به يتألق
أن جئت من وادي دمشق منزلا ... لي نحوه حتى الممات تشوق
بالجبهة الغراء والنهر الذي ... يزهو به القصر المنيف الابلق
ورأيت ذاك الجامع الفرد الذي ... في الأرض مثل جماله لا يخلق
قل للفتى عبد الرحيم بأنني ... أبدا لحسن وداده أتخلق
إن كنتم عرضتم بتشوق ... وحياتكم أني إليكم أشوق