كافي الكفاة حارس العراق ... الطيب الأخلاق والأعراق

غيظ العدى مقتحم الأهوال ... ليث الشرى مجندل الأبطال

مضرس الخطوب والنوائب ... ذو دربة محنك التجارب

لكل خير مبتدى معود ... وعوده مثل سماه أحمد

لم يتتعتع من موارد الردى ... ولم يكن يرتاع من خيل العدا

وراعه تكاثر الأعداء ... ولم يهل من صحة البلاء

فواطأ الرأي على القرار ... ووطن النفس على الدمار

محارساً محافظاً مجاهدا ... مصابراً مرابطاً مجالدا

يرمقه الموت بلمح شزر ... والحتف قد أناخ حول الأمر

لم يتضعضع من مضاض الهول ... والموت أدنى من شراك النعل

تمثل الذمار والصغارا ... فرجح الهلاك والدمارا

يزأر زأر الأسد الهصور ... لم يستكن للجلل المخطور

وكان ذا الشاه له مختبرا ... مجربا أحواله مستبرا

جربه في خله وخمره ... وذاقه في حلوه ومره

وكان قد حاصر مرتين ... وفيهما آب بأصدرين (?)

فظن أن لا نافع ثم عمل ... وشر ما رام امرؤ ما لم ينل

فما رأى إلا الجنوح للسلم ... ودفع ضغن كان في البين ألم

واختار كون الصلح وهو يطمع ... وانكف وهو يشتهي ويجزع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015