جحافل تطاول الجبالا ... قنابل تكاثر الرمالا
تموج موج زاخر البحار ... غصّت بها القفار والبواري
دكت لها شواهق الاطواد ... وبس منها هضب الاعضاد (?)
جاسوا خلال هذه الديار ... يبغون ضبطها على اقتدار
فعجل العربان والأكراد ... في طاعة الأمر لهم وانقادوا
أهل القرى كذاك والضياع ... نعم وأهل سائر الرباع
لم يتريث أحد في الطاعة ... بادر في شق عصا الجماعة (?)
في المثل يقال شق فلان عصا (?) المسلمين أي فرق جمعهم.
قال أبو عبيدة (?) معناه فرق جماعتهم قال والأصل في العصا الاجتماع والائتلاف وذلك إنها لا تدعى عصا حتى تكون جميعا، فإذا انشقت لم تدع عصا. ومن ذلك قولهم للرجل إذا أقام بالمكان واطمأن به واجتمع له فيه أمره قد ألقى عصاه. وقال معقل البارقي:
فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عيناً بالإياب المسافر
قالوا وأصل هذا ان الحاديين يكونان في رقعة فإذا فرقهم الطريق شقت العصا التي معهما فاخذ هذا نصفها وذا نصفها فضرب مثلا لكل فرقة.