حتى قضى الله لهم بالفرج ... وعاجل الفلج ودفع الحرج

ردوا وجوههم بحر الضرب ... وأورثوا بهم سعير الحرب

فقهقروا نكصاً على الأعقاب ... على احتذاء غزوة الأحزاب

بصفقة خاسرة واليأس ... وخيبة من ظفر ببأس

إذ رتعوا في مرتع وبيل ... وطمعوا في مطمع ثقيل

غرتهم الأمان والأماني ... إذ جعلوا القاصي مثل الداني

ما كل سوداء بتمرة ولا ... حمراء جمرة إذا جد البلا

لله درهم على ما فعلوا ... وأي مجد وطدوا وأثلوا

ناهيك من ذخر أتم الذخر ... وحبهم ذا الفخر أنمى فخر

لا سيما قائدهم حسين ... ذاك الذي ما فيه قط شين

ذاك الوزير الأصيد المشيع ... البطل الضرب الهزبر الأشجع

الرابط الجأش لدى اللقاء ... عند اشتجار السمر في الهيجاء

فإنه الأصل لهذي المفخره ... بل تنتهي إليه هذي المأثره

لأنه رئيسها ورأسها ... ونجمها الوضاح بل نبراسها

لله دره يهون الحتف ... عليه إن لاح عليه خسف

بجده أنقذ أهل الموصل ... من فتك ذي ضغائن مستأصل

فلمّ عنهم ظفر الأعداء ... وفلّ عنهم غرب ذاك الداء

عليه عين الله من أمير ... صاحب رأي صائب خبير

ذو غير يحمي الديار كالعرب ... يسطو بعضب قائم بلا رهب

فيا له من ذي غناء كافل ... أخلق به قرما بقول القائل

«نفس عصام سودت عصاما ... وعلمته الكر والإقداما»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015