الربيع وسائر الفصول، فهو الروض الذي ليس للربيع نضارة زهوه، وللسحاب شيم نموه ولهوه. بين نزاهة ونباهة، ولطافة وظرافة. وحسن وإحسان، وحدائق وجنان.

كأنه كأس ذهب طافت عليه حباب الكمال. وصندوق فضل قد أدخر أنواع المعارف فوقفت عنده الرجال. أو روض بلاغة مفروش بسندس الحكم والأدب. اللابس حلل الفصاحة المزرورة بالأنوار كأشكال الذهب. تعجز عن إدراك كنهه الفحول، ولم تصل إلى فهم فروعه فضلا عن الأصول.

الفاظه الدرر في أسلاكها، ومعانيه النجوم في أفلاكها.

تنثر درا، وتضوع مسكا وعطراً، وتفوق على الزهور ذكراً ونشراً فوطد غراماً على غرام، وأكد هياماً على هيام، فصرت في هذا الواد، ما قاله العذري في مؤكدات الوداد.

لو حز بالسيف رأسي في محبته ... لمر يسعى سريعاً نحوه رأسي

ولو بلى تحت أطباق الثرى جسدي ... لكنت أبلى وما قلبي لكم ناسي

أو يقبض الله روحي صار ذكركم ... روحاً أعيش به ما دمت في الناس

فأيم الله تعالى قد سقاني شراب أدب لم أصح من سكره، ورحيق أرب لم أنجح مدى الزمان من فكره. حتى آل أمري بأن أتصامم عن الجواب، إذ ما أراني بالنسبة إليك إلا قطرة في عباب لكن التردد إليك الجأني، والحب إلى بابك لحاني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015