طول الدهر، ومن هناك يتجهز به إلى الآفاق براً وبحراً. وكل ما استودع أرض اشبيلية وغرس في تربتها نما وزكا وفضل وجل، ويقال: إن في الشرف ثمانية آلاف قرية عامرة وديارها حسنة، وبين الشرف واشبيلية ثلاثة أميال، وسمي بذلك لأنه مشرف من ناحية اشبيلية ممتد من الجنوب إلى الشمال، وهو كله تراب أحمر، وشجر الزيتون فيه من هذا المكان إلى قنطرة لبلة.

شريش:

من كور شذونة بالأندلس، بينها وبين قلشانة خمسة وعشرون ميلاً، وهي على مقربة من البحر، يجود زرعها ويكثر ريعها، وبين المغرب والقبلة من شريش حصن روطة على شاطئ البحر، بينهما ستة أميال، وهو موضع رباط ومقر للصالحين يقصد من الأقطار، وبروطة هذه بئر خصت بماء لا يعلم مثله في بقعة، وهي بئر أولية قديمة البنية، ينزل المرء فيستقي الماء بيده حيث انتهى من البئر، فكلما كثر البشر بحصن روطة واجتمعت إليه المرابطة طما الماء في البئر وزاد حتى يستقى من رأس البئر باليد دون معاناة ولا مشقة، فإذا قل الناس بها وتفرقوا نضب الماء حتى يكون بآخر درك.

وشريش متوسطة حصينة حسنة الجهات قد أطافت بها الكروم الكثيرة وشجر الزيتون والتين، والحنطة بها ممكنة.

شرشارة:

قلعة في الهند كانت مستقر ملك من ملوكهم، وهي من جملة ما فتحه محمود، سلطان خراسان، في غزاته المشهورة سنة ثمان وأربعمائة، فتحها بعد امتناعها من قبل على من رامها وغنم جماعة المسلمين جميع أموالها وسبوها وتركوها عبرة لمن أبصرها.

شرشال:

مدينة في المغرب في ناحية برشك بينهما عشرون ميلاً، وهي متحضرة بها مياه جارية وآبار عذبة وفواكه كثيرة وسفرجل عظيم الجرم ذو أعناق كأعناق القرع الصغار، وهو غريب في ذاته، وبها كروم، وما دار بها بادية لأهلها مواش وأغنام كثيرة، والنخل عندهم كثير والعسل ممكن، وأكثر أموالهم الماشية، ولهم من زراعة الحنطة والشعير ما يزيد على الحاجة، ومن شرشال إلى جزائر بني مزغنا سبعون ميلاً.

وبشرشال آثار للأول، وأظنها الآن غير مسكونة، وفيها بنيان عجيب يسمى محراب سليمان عليه السلام قد علا في الهواء، ويقابلها من الأندلس مرسى لقنت.

شريرة:

جزيرة في بحر الهند تسمى أرض الذهب طولها سبعمائة فرسخ، وشجرها البقم والكافور والعود، وفيها ثمر يسمى درنيك يأكلونه، وثمر آخر على صفة الرمان وليس به وهو ألذ منه وأطيب، وشجر الرمان فيها كثير، وفي هذه الجزيرة أكثر من عشرين جنساً من الموز.

شروان:

هي إحدى مدن ارمينية، قالوا: والصخرة في قول الله تعالى: " إذ أوينا إلى الصخرة " هي صخرة شروان والبحر بحر جيلان، ومجمع البحرين: من بحر فارس والروم، قاله قتادة، قال غيره: بحر إفريقية، وخرق الخضر السفينة في بحر رادس، والملك الذي كان يأخذ كل سفينة غصباً الجلندى بن الجلندى، وقتل الغلام بطنبذة وهي المحمدية، ومن ذلك الموضع فارق موسى عليه السلام.

وكان الروس وهي أمة كبيرة لا تنقاد إلى ملك ولا إلى شريعة، وفيهم تجار يختلفون إلى ملك البرغز، فلما كان بعد الثلثمائة ورد لهم نحو من خمسمائة مركب، في كل مركب مائة نفس، فدخلوا خليج نيطس المتصل بنهر الخزر، وهنالك رجال لملك الخزر مرتبون بالعدد القوية، يصدون من يرد من ذلك البحر ومن يرد من ذلك الوجه من البر الذي يتشعب من بحر الخزر ويتصل ببحر نيطس، لأن بوادي الترك الغز ترد إلى ذلك البر فتشتي هنالك، فربما جمد هذا الماء المتصل من نهر الخزر إلى بحر نيطس فتعبر الغز عليه بخيولها وهو ماء عظيم فلا ينخسف من تحتهم لشدة استحجاره، فتغير على بلاد الخزر، فربما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015