بلد ديار ربيعة بينها وبين نصيبين خمسة فراسخ، صلى بها أبو موسى رضي الله عنه صلاة الخوف، وهي من بلاد الجزيرة، وهي مدينة رومية، وهي بيضاء كبيرة ولها قلعة مشرفة، ويليها بمقدار نصف مرحلة مدينة ماردين، وهي في سفح جبل في قنته قلعة لها كبيرة هي من قلاع الدنيا المشهورة، وكلتا المدينتين معمورتان، وفتحها عياض بن غنم، وهي في سفح جبل عليها سور حجارة، وبها أنهار وكروم وأسواق ومسجد جامع ومنبر، وبينها وبين كفر توثا سبعة فراسخ. وقال الشاعر:
ولقد قلت لرجلي ... بين حران ودارا
اصبري (?) يا رجل حتى ... يرزق الله حمارا
وبعضهم يقول: دارون قرية في بلاد فارس (?) على شاطئ البحر، وهي مرفأ سفن الهند بأنواع الطيب، فيقال مسك دارين وطيب دارين، وليس بدارين طيب. قال الأصمعي: سأل كسرى عن هذه القرية من بناها، فقالوا: دارين، أي عتيقة بالفارسية، وقيل: بل كسرى قال دارين لما لم يدر أوليتها. ومن قصيدة ابن حمديس المشهورة (?) :
وراهبة أغلقت ديرها ... فكنا مع الليل زوارها
هدانا إليها شذا قهوة ... تذيع لأنفك أسرارها
فما فاز بالمسك إلا فتى ... تيمم دارين أو دارها ولبعض المتأخرين:
وإذ تنم وشاة الطيب عنك فلا ... أراك حتى أداري مسك دارين ولما نزل العلاء بن الحضرمي الخط لما وجهه الصديق رضي الله عنه لمحاربة عبد القيس حين ارتدوا جاءه نصراني فقال له ما لي إن دللتك على مخاضة تخوض منها الخيل إلى دارين؟ قال: ما تسألني؟ قال: أهل بيت بدارين، قال: هم لك، فخاض به وبالخيل إليهم فظهر عليهم عنوة وسبى أهلها ثم رجع إلى عسكره فحبس لهم البحر حتى خاضوه، وجازه العلاء وأصحابه مشياً على أرجلهم، وقد كانت تجري فيه السفن قبل، ثم جرت فيه بعد فأظفره الله تعالى بهم وسلموا إليه ما كانوا منعوه من الجزية التي صالحهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويروى أنه كان للعلاء بن