وللخضراء (?) هذه سور حجارة مفرغ بالجير (?) ولها ثلاثة أبواب وبها دار صناعة داخل المدينة، وعلى نهرها المسمى نهر العسل بساتين وجنات بضفتيه معاً، وبالجزيرة الخضراء إنشاء وإقلاع وحط، وأمام المدينة الجزيرة المعروفة بأم حكيم المتقدمة الذكر، والجزيرة الخضراء أول مدينة افتتحت من الأندلس في صدر الإسلام سنة تسعين من الهجرة على يد موسى بن نصير من قبل المروانيين ومعه طارق بن عبد الله بن ونموا الزناتي في قبائل البربر. وعلى باب البحر مسجد يسمى مسجد الرايات يقال إن هناك اجتمعت رايات القوم للرأي، وكان وصولهم أيضاً من جبل طارق، وسمي بذلك لأن طارق بن عبد الله لما جاز بالبربر الذين معه تحصن بهذا الجبل وقدر أن العرب لا تثق به، وأراد أن ينفي عن نفسه التهمة فأمر بإحراق المراكب التي جاز بها فبرئ بذلك مما اتهم به. وبين هذا الجبل والجزيرة الخضراء ستة أميال، وهو جمل منقطع مستدير في أسفله كهوف فيها ماء.
ولها من الأبواب الباب الكبير ويعرف بباب حمزة غربي وباب الخوخة قبلي وباب طرفة جوفي، ولها ثلاثة حمامات. وتغلب المجوس (?) عليها في سنة خمس وأربعين ومائتين وأحرقت المسجد الجامع بها، وفي الشرق من مدينة الجزيرة مسجد يقال إنه من بناء صاحب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقال إنه أول مسجد بني بالأندلس، ويعرف الموضع الذي فيه بقرطاجنة فإذا أقحط أهل الجزيرة استسقوا فيه فسقوا بفضل الله ورحمته. والجزيرة في شرقي شذونة وقبلي قرطبة، ولها أقاليم عدة.
من مدن كابل من ثغور طخارستان.
موضع متصل بالكلاب على مرحلة من المدينة على طريق الشام. وفيه قال مروان بن الحكم حين طرده ابن الزبير إلى الشام فمر به متأسفاً على أمواله بالمدينة وعقاره: لا مال إلا ما أحرزته العياب.
بالعراق، من عبادان إلى الخشبات ستة أميال، وهذه الخشبات على متصل بحر فارس بمصب دجلة، وهى خشبات مغروزة في قعر البحر عليها مناصب من ألواح مهندمة يجلس عليها حراس البحر ومعهم زورق يركبون فيه إلى هذه الخشبات وبه ينزلون إلى الساحل، وهذا البحر الفارسي شطه الأيمن للعرب والآخر الأيسر لفارس، وعرضه من سبعين باعاً إلى ثمانين باعاً.
من أذربيجان، وقيل: خوي والنسار موضع واحد، وبخوي كانت وقعة لبني ضبيعة بن قيس بن ثعلبة على بني أسد وبني يربوع، وهناك فتك عمرو بن حسان الضبعي بيزيد بن القمارية وهي أمه، وفي ذلك يقول وائل بن شرحبيل:
وغادرنا يزيد لدى خوي ... فليس بآيب أخرى الليالي
موضع يجاور مكة تلقاء أجلى أنشد ابن الأعرابي:
خرجن من الخوار وعدن فيه ... وقد وازن من أجلى برعن
قرية باليمن قريبة من ذمار، وهي باردة الهواء حسنة البناء فيها حمامات وخانات وفواكه كثيرة، وتدخل منها بين جبال وأنهار وأرض حصباء فتفضي إلى ذمار.
من بلاد خراسان، وخوارزم اسم للكورة، وتسمى مدينتها الكبرى قيلاً بالقاف (?) فقيل مدينة خوارزم، وأنشدوا لكعب الأشقري: