جبل حامد بجزيرة صقلية بينه وبين طرابنش نحو عشرة أميال، وهو جبل عظيم شامخ الذروة عالي القنة حصين منيع، وفي أعلاه أرض سهلة للزراعة، ومياهه كثيرة، والصعود إليه هو من إحدى جهاته، وهم يرون أن منه يكون فتح هذه الجزيرة ولا يتركون مسلماً يصعد إليه، ولذلك أعدوا فيه ذلك المعقل فلو أحسوا بحادثة حملوا حريمهم فيه وقطعوا القنطرة.
موضع في ديار بني تميم، ومنازل بني فزارة بين النقرة (?) والحاجر، وكان عيينة بن حصن قد نهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يدخل العلوج المدينة وقال: كأني برجل منهم قد طعنك هنا، ووضع يده تحت سرته، وهو الموضع الذي طعن فيه، فلما طعنه أبو لؤلؤة لعنه الله قال: إن بين النقرة والحاجر لرأياً.
سمي الحجاز حجازاً لأنه حجز بين الغور والشام وقيل حجز بين نجد والسراة، وقالوا: بلاد العرب من الجزيرة التي نزلوها على خمسة أقسام: تهامة والحجاز ونجد والعروض واليمن، وجبل السراة هو الحد بين تهامة ونجد، لأنه أقبل من اليمن، وهو أعظم جبال العرب حتى بلغ أطراف بوادي الشام فسمته العرب حجازاً.
بفتح الحاء، موضع بمكة عند المحصب، وهو الجبل المشرف بحذاء المسجد الذي يلي شعب الجزارين إلى ما بين الحوضين اللذين في حائط عوف، وقيل الحجون مقبرة أهل مكة تجاه دار أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
ومن شعر الحارث بن مضاض الجرهمي يتأسف على ما فاتهم من ملك مكة:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والسنون العواثر وفي حكاية طويلة عن إبراهيم بن المهدي أن محمداً الأمين استدعاه وطاهر محاصر له فقال له ولصاحب له: بعثت إليكما لما بلغني مصير طاهر بن الحسين إلى النهروان، وما قد صنع في أمرنا من المكروه لأفرح بكما وبحديثكما، قال: فأقبلنا نحدثه ونؤانسه حتى سلا عما كان يجده، ودعا بجارية من جواريه تسمى ضعفاء، قال: فتطيرت من اسمها، فقال لها: غني، فوضعت العود في حجرها وغنت:
كليب لعمري كان أكثر ناصراً ... وأيسر جرماً منك ضرج بالدم فتطير من قولها وقال: اسكتي فعل الله بك وصنع، ثم عاد إلى