وبها (?) قتل عتاب بن ورقاء الرياحي الزبير بن علي رئيس الخوارج وانهزمت الخوارج، وقال الشاعر يمدح عتاباً (?) :
ويوم بجي تلافيته ... ولولاك لاصطلم العسكر
مدينة بينها وبين قلعة ملك السرير اثنتا عشرة مرحلة، ومملكة صاحب السرير (?) هو سرير ذهب كان لملوك الفرس فلما زال ملكهم حمل إلى هذا الموضع مع ذخائر تشاكله. وعن يمين قلعة السرير طريق تفضي إلى جبال شاهقة وغياض كثيرة يسير فيها اثنتي عشرة مرحلة إلى مدينة جيدان هذه وفيها شجرة عظيمة لا تحمل شيئاً من الثمر يجتمع إليها أهل المدينة كل يوم أربعاء فيعلقون عليها أنواع الثياب ويسجدون للشجرة ويقربون عندها القرابين، ولهم ملك يتمسك بثلاثة أديان (?) : الإسلام واليهودية والنصرانية ويصلي مع كل فرقة من هذه الفرق، ويقول: إن كل واحدة منها تدعي أنها على الحق، فيتمسك بجميعها فلا بد أن يصيب الحق.