عبد الصمد بن عبد الله بن عبد الصمد: نا أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري: نا تَليد بن سليمان عن عبد الملك بن عُمير عن الزُّهري.

عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: أتى العبّاسُ وعليٌّ أبا بكر -رضي الله عنهم- لمّا استُخلِف، فجاء عليٌّ يطلبُ نصيبَ فاطمةَ، وجاء العباسُ يطلب عَصَبتَه ممّا كان في يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان في يده نصفُ خيبر: ثمانيةَ عشرَ سهمًا، وكانت ستةَ وثلاثين سهمًا، وأرضُ بني قُريظةَ وَفَدك. فقالا: ادفعها إلينا، فإنّها كانت في يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال لهما أبو بكر - رضي الله عنه - (?): لا أرى ذلك، إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "إنّا معاشِرَ الأنبياءِ لا نُورث، ما تركنا فهو صدقةٌ".

فقام قومٌ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فشهدوا بذلك. قالا: فدعها تكون في أيدينا تجري على ما كانت في يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: لا أرى ذلك، أنا الوالي من بعده، وأنا أحقُّ بذلك منكما، أضعُها في مواضعِها الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يضعها فيه. فأبى أن يدفعَ إليهما شيئًا (?).

فلمّا وُلِّيَ عمرُ أَتَيَاه. قال: فإنّي لعندَ عمرَ وقد أتاه مالٌ. قال: فقال: خُذْ هذا المال فاقسمه في قومك بني فلان. إذْ جاء الإِذنُ، فقال: بالباب أناسٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: ائذن. فدخلوا. قال: ثم أتاه، فقال: عليٌّ والعبّاس بالباب. فقال: ائذن لهما. فدخلا، فقال عمر: ما جاء بكما إليَّ! قد طلبتماه من أبي بكر - رضي الله عنه - فدفعه (?) إليكما. قال: فترددوا عليه فيها، فلما رأى ذلك قال: ادفعها إليكما على أن آخذَ عليكما عهدَ الله وميثاقَه أن تعملا فيها كما كان يعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخُذاها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015