-عَزَّ وجَلَّ- حيٌّ قَيُّومٌ". ثمَّ عَمَدَ إلى قِرْبةٍ في ناحيةِ الحُجْرةِ فحلَّ شِناقَها، ثم توضأ فأسبغ وُضوءَه. ثم قام إلى مُصلاه فكبّر فقام حتى قُلتُ: لن يركعَ. ثم ركع، فقلت: لن يرفعَ صُلْبَهُ. ثم رفعَ صُلْبَهُ. ثم سجدَ، فقلت: لن يرفعَ رأسَهُ. ثم جلسَ، فقلتُ: لن يعودَ. ثم سجد، فقلت: لن يقوم.
ثم قام فصلّى ثمان (?) ركعاتٍ، كلُّ ركعةٍ دونَ التي قبلها، يفصلُ في كلِّ ثنتين بالتسليم، وصلّى ثلاثًا أوترَ بهنَّ بعد الاثنتين، وقام في الواحدة الأولى، فلما ركع الركعة الآخِرة فاعتدل قائمًا من ركوعه قنتَ فقال: "اللهمَّ إنّي أسألُك رحمةً من عندك، تهدي بها قلبي، وتجمعُ بها أمري، وتَلُمُّ بها شَعَثي، وتَردُّ بها أُلفتي، وتحفظ بها غَيْبتي، وتزكِّي بها عملي، وتُلهمني بها رُشْدي، وتعصمني بها من كل سوءٍ. وأسألك إيمانًا لا يرتَدُّ، ويقينًا ليس بعدَه كُفْرٌ، ورحمةً من عندك أنالُ بها شرفَ كرامتِك في الدنيا والآخرة. أسألُكَ الفوزَ عند القضاء، ومنازلَ الشهداء، وعيش السُّعداءِ ومرافقةَ الأنبياء، إنَّك سميعُ الدعاء.
اللهمَّ إني أسألك يا قاضيَ الأمورِ، وشافيَ الصدور كما تُجيرُ بين البُحور أنْ تُجيرَني من عذاب السَّعير، ومن فتنةِ القبور، ودعوةِ الثُّبور. اللهم ما قَصَرَ عنه عملي (?)، ولم تبلغْهُ مسألَتي من خيرٍ وعدتَهُ أحدًا من خَلْقك، أو أنت مُعطيه أحدَ عبادك الصالحين فأسألُكاهُ، وأرغبُ إليك فيه، ربَّ العالمين.
اللهمَّ اجعلنا هُداةً مهتدين غيرَ ضالَّين ولا مُضلِّين، سِلْمًا لأوليائك، حَرْبًا لأعدائك، نحبُّك (?) ونُعادي بعداوتك من خالفَك.