وفي التلخيص الحبير (1/ 207): "قال ابن المديني: لم يسمع سهيل هذا الحديث من أبيه، وإنما سمعه من الأعمش". أهـ.
قلت: أخرجه ابن خزيمة (1528) والطبراني في الصغير (1/ 214) والبيهقي (1/ 430) وغيرهم من طريق سهيل عن الأعمش عن أبي صالح. فرجع الحديث إلى الأعمش، وقد تقدّم الكلام على ذلك.
وأخرجه ابن خزيمة (1532) وابن حبان (362) والبيهقي (1/ 431) من طريق حيوة بن شريح عن نافع بن سليمان عن محمد بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة. فخالف محمد بن أبي صالح الأعمش وجعله من مسند عائشة.
قال ابن خزيمة: الأعمش أحفظ من مائتين مثل محمد بن أبي صالح. أهـ. قلت: محمَّد هذا لم يوثقه غير ابن حبان، وقال: يخطئ. أهـ. وقد أخطأ فيه.
قال الترمذي في جامعه (1/ 404) بعد ذكر هذه الرواية: "سمعت أبا زرعة يقول: حديث أبي صالح عن أبي هريرة أصح من حديث أبي صالح عن عائشة. وسمعت محمدًا -يعني البخاري- يقول: حديث أبي صالح عن عائشة أصح. وذكر عن علي بن المديني أنّه لم يثبت حديث أبي صالح عن أبي هريرة، ولا حديث أبي صالح عن عائشة في هذا". أهـ.
قلت: وكلام ابن المديني هو الصواب لما في الطريقين من الخلل الذي علمته.
لكنَّ الحديثَ صحيحٌ، فقد أخرجه أحمد (5/ 260) والطبراني في الكبير (8/ 343) من طريق الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعًا دون قوله: "اللهم أرشد ... " إلخ.
وإسناده حسن، أبو غالب -واسمه على الصحيح: حَزوَّر- فيه كلامٌ يسير، وقال الهيثمي (2/ 2): "ورجاله موثقون".