وأقوى هذه الأجوبة أن عروة سمع الحديث من بُسرة بلا واسطة، قال ابن حبان في صحيحه (الإِحسان: 2/ 315 - طبعة الكتبي) بعد رواية الحديث: "عائذٌ بالله أن نحتج بخبرٍ رواه مروان بن الحكم وذووه في شيء من كتبنا"، ثم قال: "وأما خبر بسرة فإن عروة بن الزبير سمعه من مروان عن بُسرة فلم يقنعه ذلك حتى بعث مروان شرطيًا له إلى بسرة فسألها ثم أتاهم فأخبرهم بمثل ما قالت بُسرة فسمعه عروة ثانيًا عن الشُرَطي عن بُسرة، ثم لم يقنعه ذلك حتى ذهب إلى بسرة فسمع منها، فالخبر عن عروة عن بسرة متصل ليس بمنقطع، وصار مروان والشرطي كأنهما عاريّتان يسقطان من الإِسناد". أهـ.

ثم ساق من طريقين عن هشام بن عروة عنه أنه سأل بسرة عن الحديث فصدقته.

وكذا ساق الحاكم (1/ 136 - 137) من طرق عن هشام بمثل ذلك، وقال "فدلّنا ذلك على صحة الحديث وثبوته على شرط الشيخين وزال عنه الخلاف والشبهة، وثبت سماع عروة من بسرة". أهـ.

وأخرجه أحمد (6/ 406 - 407) -ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (رقم: 193) - والترمذي (82) -وقال: حسن صحيح- وابن ماجه (479) وابن الجارود في المنتقى (17، 18) وابن خزيمة (33) وابن حبان (الإحسان: 1099 - 1101) والطحاوي (1/ 72، 73) والطبراني (24/ 199 - 202) والدارقطني (1/ 146) -وصححه- والحاكم (1/ 136 - 137) والبيهقي (1/ 129 - 130) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن بسرة، وعند بعضهم (عن مروان عن بسرة)، قال ابن الجوزي: هذا الإِسناد لا مطعن فيه.

وحاول الطحاوي إعلال الحديث بادعاء عدم سماع هشام من أبيه، وقال: "لم يسمع هذا من أبيه، وإنما أخذه من أبي بكر، فدلّس به عن أبيه".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015