أحمد أنه كان يضعّف هذا الحديث، ويذكر أنه ذكره لعبد الرحمن بن مهدي فذكر عن ابن المبارك عن ثور قال: حُدِّثت عن رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأفسده من وجهين حين قال: (حدثت عن رجاء) وحين أرسل فلم يُسنده. أهـ.

وقال ابن حزم في المحلى (2/ 114) بعد ما روى الحديث من طريق أحمد هذه: "فصحّ أن ثورًا لم يسمعه من رجاء بن حيوة وأنه مرسل لم يُذكر فيه. (المغيرة) ". أهـ. وقال الترمذي: "وسألت أبا زرعة ومحمد بن إسماعيل عن هذا الحديث؟ فقالا. ليس بصحيح، لأن ابن المبارك روى هذا عن ثور عن رجاء قال: حُدِّثت عن كاتب المغيرة مرسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يُذكر

فيه (المغيرة) ". أهـ.

وقد أجاب ابن التركماني في الجوهر النقي (حاشية البيهقي: 1/ 291) وابن القيم في تهذيب السنن (1/ 125) عن ذلك بأن الدارقطني (1/ 195) رواه من طريق داود بن رُشيد عن الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد: ثنا رجاء .. فذكر. فهذا صريح في الاتصال.

قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (1/ 160) متعقبًا: "لكن رواه أحمد بن عبيد الصفار في مسنده عن أحمد بن يحيى الحلواني عن داود بن رشيد فقال: (عن رجاء) ولم يقل. (حدثنا رجاء)، فهذا اختلاف على داود يمنع من القول بصحة وصله مع ما تقدّم من كلام الأئمة". أهـ.

الثانية: الإِرسال وقد تقدم كلام الأئمة على ذلك في العلة الأولى، وأجاب ابن التركماني عن ذلك بأن الوليد بن مسلم زاد في الحديث ذكر (المغيرة) وزيادة الثقة مقبولة. وتابعه على ذلك ابن أبي يحيى. كذا أخرجه البيهقي في المعرفة. أهـ. قلت: ابن أبي يحيى -واسمه: إبراهيم- متهم وروايته هذه عند الشافعي (مختصر المزني: ص 10)، وتابعه أيضًا عتبة بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015