وأخرجه الذهلي في "الزهريات" -كما في تهذيب السنن (1/ 107 - 108) - قال: ثنا محمَّد بن عبد الله بن خالد الصفّار -وكان صدوقًا-. وأخرجه الحاكم (1/ 149) من طريق محمَّد بن وهب بن أبي كريمة عن محمَّد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن أنس.
وصححه الحاكم وابن القطان، وتعقبه ابن القيم (1/ 109) بقوله: "قلت: وتصحيح ابن القطان لحديث أنس من طريق الذُّهلي فيه نظر، فإن الذُّهلي أعلّه، فقال في الزُّهْريّات: وحدثنا يزيد بن عبد ربه: حدثنا محمَّد بن حرب عن الزبيدي أنه بلغه عن أنس بن مالك فذكره. قال الذهلي: هذا هو المحفوظ. قال ابن القطان: وهذا لا يضره، فإنه ليس من لم يحفظ حجّة علي من حفظ، والصفَّار قد عين شيخ الزبيدي فيه، وبيّن أنه الزهري، حتى لو قلنا: إن محمَّد بن حرب حدّث به تارةً، فقال فيه (عن الزبيدي بلغني عن أنس) لم يضره ذلك، فقد يُراجع كتابه فيعرف منه أن الذي حدّث به الزهري فيحدّث به عنه، فأخذه عن الصفّار هكذا.
وهذه التجويزات لا يلتفت إليها أئمة الحديث وأطباءُ علله، ويعلمون أنّ الحديث معلولٌ بإرسال الزبيدي له، ولهم ذوق لا يحول بينه وبينهم فيه التجويزات والاحتمالات". أهـ. كلام ابن القيم.
قلت: تعقب ابن القيم -رحمه الله- في محله لوكان الصفّار قد تفرّد بذكر الزهري، لكن قد تابعه محمَّد بن وهب بن أبي كريمة على ذلك، وهذا مما يؤكد ثبوت ذكر الزهري في السند، فعلى هذا يكون الأمر كما قال الحاكم وابن القطان، والله أعلم.
قال الحافظ في التلخيص (1/ 86): "رجاله ثقات إلا أنه معلولٌ -ثم ذكر رواية يزيد- قال: "وصححه الحاكم قبل ابن القطّان، ولم تقدح هذه العلة عندهما فيه".