مقدوحٌ فيها: قال علي بن المديني. في رواية معمر عن ثابت غرائب منكرة. وقال يحيى بن معين: أحاديث معمر عن ثابت لا تساوي شيئًا. وساق العقيلي في "الضعفاء" عدّة أحاديث من رواية معمر عن ثابت، منها هذا الحديث، وقال: كل هذه الأحاديث لا يُتابع عليها, وليست بمحفوظة، وكلها مقلوبة" ثم قال: "وفي هذا السند علّةٌ أخرى وهي التردد بين أنس وغيره -عند الإِمام أحمد (?) - لاحتمال أن يكون الغير غير صحابي". ثم قال الحافظ: "ولو وصف الشيخ المتن بالصحة لكان أولى؛ لأن له طرقًا يقوي بعضها بعضًا".
قلت: ولم ينفرد به معمر، فقد تابعه جعفر بن سليمان الضبعي عند الطحاوي في "المشكل" (1/ 498 - 499) والبيهقي في "سننه" (7/ 287) و"الدعوات" (ق 41/ ب)، وجعفر صدوق، فالسند حسنٌ.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (925) وابن السنّي (482) من طريق شعيب بن بيان عن عمران القطّان عن قتادة عن أنس مرفوعًا. وهذا سند لا بأس به، شعيب وعمران فيهما ضعف.
وأخرجه الطبراني (923) عن شيخه محمَّد بن حنيفة عن الحسن بن جبلة عن مِهْران بن إسحاق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس مرفوعًا.
وشيخ الطبراني قال الدارقطني: ليس بالقوي. (اللسان: 5/ 150) والحسن وشيخه لم أعثر على ترجمة لهما.
فحديث أنس بمجموع هذه الطرق صحيح إن شاء الله.
ورُوي من حديث عائشة، وعبد الله بن الزبير: