قال زمل [بن عمرو] (?). فابتعتُ راحلةً ورحلتُ، حتى أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مع نَفَرٍ من قومي، وأنشدتُه شعرًا قلتُه:

إليك رسولَ الله أعملتُ نصّها (?) ... أُكلِّفُها حَزْنًا وقَوْزًا (?) من الرملِ

لأنصرَ خيرَ الناس نصرًا مُؤزّرًا ... وأعقُدَ حبلًا من حبالِك في حبلي

وأشهدُ أنَّ اللهَ لا شيءَ غيرُه ... أدينُ له ما أثقلتْ قَدَمي نَعْلي

قال: فأسلمتُ وبايعتُه، وأخبرناه بما سمعناه، فقال: "ذلك من كلام الجنِّ".

فقال (?): "يا معشرَ العرب! إنّي رسولُ الله إلى الأنام كافّةً، أدعوهم إلى عبادةِ الله وحدَه، وأنيِ رسولُه وعبدُه، وأن يحجّوا البيتَ، ويصوموا [شهرًا من اثني عشرَ شهراً وهو] (?) شهرُ رمضان. فمن أجابني فله الجنّةُ نزُلًا وثوابًا، ومن عصاني كانت له النارُ منقلبًا".

قال: فأسلمنا وعَقَدَ لنا لواءً، وكَتَبَ لنا كتابًا، نُسختُه:

بسم الله الرحمن الرحيم

"من محمّدٍ رسولِ الله لزَمْل بن عمرو ومن أسلم معه خاصةً: أنّي بعثتُه إلى قومه عامّةً، فمن أسلمَ ففي حزبِ الله ورسوله، ومن أبى فله أمانُ شهرين.

شهِد عليُّ بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة الأنصاري".

الحديث عزاه إلى "فوائد تمّام": الحافظ في "الإِصابة" (1/ 551).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015