قال ابن كثيرة "إسناده جيِّدٌ"!. وهذا مستغربٌ من مثله، ولا أدري كيف خفي عليه حال هشام بن زياد المكنَّى بأبي المقدام وهو متروك كما في "التقريب"! وبالتالي فلا قيمة إذًا لتصريح الحسن بسماعه من أبي هريرة. وأخرجه من هذا الطريق ابن الضريس في "فضائل القرآن" (221) والبيهقي (2/ 484 - 485) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 247) بلفظ: "من قرأ ليلة الجمعة (حم) الدخان ويس ... ".
ورُوي من طرق عن الحسن، وليس في شيءٍ منها التصريح بسماعه من أبي هريرة:
فقد أخرجه الطيالسي (2467) والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 203) وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 159) و"أخبار أصبهان" (1/ 252) من طريق جَسْر بن فرقد عن الحسن.
وجَسْر قال ابن معين: ليس بشيءٍ. وتركه الدارقطني، وضعفه البخاري والنسائي وابن حبان (اللسان: 2/ 104).
وقال العقيلي: "والرواية في هذا المتن فيها لينٌ".
وأخرجه ابن السنِّي في "عمل اليوم الليلة" (674) وابن عدي في "الكامل" (1/ 416) من طريق الأغلب بن تميم عن أيّوب ويونس وهشام عن الحسن، وقال ابن عدي: وهذا لا يرويه عن هؤلاء غير أغلب.
والأغلب قال البخاري وابن حبّان ومسلمة: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء. (اللسان: 1/ 464) وقد رواه أيضًا عن جَسْر أبي جعفر عن غالب القطّان عن الحسن. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 159/ ب) و"الصغير" (1/ 149) والخطيب (10/ 257 - 258). قال الطبراني: لم يُدخل أحدٌ فيما بين جَسْر والحسن غالبًا إلَّا أغلب بن تميم. وقال الهيثمي (7/ 97): "وفيه أغلب بن تميم، وهو ضعيف".