وعبد الرحمن هذا المُلقّب بـ (قُراد) وإن كان ثقة فقد أخطأ في هذا الحديث كما قال الحفّاظ:

قال الدّوري: سمعت يحيى [بن معين] وذكر حديثَ ليث بن سعد عن مالك بن أنس الحديث الطويل: أن رجلًا كان له مملوكون. الذين يرويه قُراد، فوهّن أمره جدًّا. (تاريخ ابن معين برواية الدوري: 4/ 440).

وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 280): "سألت أبي عن حديث رواه قراد عن الليث ... فذكره، قال أبي: نرى قُرادًا غَلطَ! بَحَثنا على هذا الحديث من حديث مالك ولم يُصب له أصلٌ، وبحثنا من حديث الليث فإذا: حدَّثنا أبو صالح عن الليث عن أبي الهاد عن زياد مولى ابن عيّاش أنَّ رجلًا أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -.".

وسُئل الحافظ أحمد بن صالح المصري -كما في "التهذيب" (6/ 248) - عن حديث قُراد هذا، فقال: "هذا باطلٌ ممَّا وضع الناس، وليس كلّ الناس يضبط هذه الأشياء، وإنَّما روى هذا الليث -أظنه قال: عن زياد بن العجلان. منقطع".

وقال ابن حبّان في "الثقات" (8/ 375) في ترجمة قُراد: "كان يخطئ، يتخالج في القلب منه لروايته عن الليث عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة قصَّة المماليك".

وقال الدارقطني -كما في "التهذيب" (6/ 249) -: "قال لنا أبو بكر النيسابوري [شيخه في هذا الحديث]: ليس هذا من حديث مالك، وأخطأ فيه قُراد، والصواب عن الليث: ما حدثنا به بحر بن نصر من كتابه: ثنا ابن وهب: أخبرني الليث عن زياد بن عجلان عن زياد مولى ابن عياش، قال: أتى رجلٌ فجلس بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره". قال الدارقطني: لم يروه عن مالك عن الزهري غير قُراد عن الليث، وليس بمحفوظٍ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015