ابن عدي: صالح. وضعّفه النسائي، ونُقِل عن ابن معين توثيقُه وتضعيفُه. فمثله حسن الحديث لا سيّما وقد تُوبع. وقد أخرجه الحاكم (1/ 23) من طريق أحمد بن يحيى بن رَزين: ثنا هارون بن معروف: ثنا ابن وهب: ثني أبو صخر عن أبي حازم عن أبي هريرة، فأسقط أبا صالح. وقد تفرّد ابن رزين بذلك، ورواه أحمد وابنه، وعثمان بن سعيد -عند البيهقي- عن هارون به بذكر أبي صالح، وهكذا رواه عن ابن وهب: يونس بن عبد الأعلى -عند أبي الشيخ-، وأصبغ بن الفرج -عند البزّار-، وسليمان بن داود العَتَكي -عند ابن عدي-، وكلهم ثقات. فتحرّر من ذلك خطأ ابن رزين فيما رواه.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ولا أعلم له علّة". فتعقّبه الذهبي قائلًا: "علّته انقطاعه، فإن أبا حازم هذا هو المديني لا الأشجعي، ولم يلق أبو صخرٍ الأشجعيَّ، ولا المدينيُّ لقي أبا هريرة".
وقال الهيثمي (8/ 87): "رجال أحمد ورجال الصحيح".
وله طريق آخر:
أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (129) من طريق علي بن بَهْرام: ثنا عبد الملك بن أبي كريمة عن ابن جريج عن عطاء عن جابر مرفوعًا نحوه.
وقال الهيثمي (8/ 87): "رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق علي بن بَهْرام عن عبد الملك بن أبي كريمة ولم أعرفهما، وبقيّة رجاله رجال الصحيح".
قلت: أما ابن أبي كريمة فله ترجمة في "التهذيب" (6/ 418)، وقد وثّقه أبو العرب وأبو جعفر المقرىء، وأما ابن بَهْرام فقد ذكره الخطيب في "التاريخ" (11/ 353) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وفي السند عنعنة ابن جريج وهو مدلّس.
فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيحٌ لغيره إن شاء الله.