وخالفهم ابن عيينة فوصله، والحكم للمُرسلين لأنّهم جمعٌ من الثقات،
وتُوبع شيخهم على ذلك. ولم نرَ لابن عيينة في الوصل متابعًا.
بلى! قد رواه موصولًا عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. أخرجه عنه ابن عدي (4/ 1501) وأبو الشيخ (ص 228) والحاكم (4/ 137).
قال الذهبي: "قلت: عبد الله هالك". أهـ. قلت: عبد الله قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال أيضًا: ضعيف جدًّا. وقال ابن حبّان: يروي الموضوعات عن الثقات. وقال العقيلي: لا يُتابع على كثيرٍ من حديثه. وقال ابن عدي: عامّة أحاديثه ممّا لا يُتابعه عليها الثقاتُ. (اللسان: 3/ 331).
وقال ابن عدي عقب الحديث: "هذا الحديث من حديث هشام بن عروة عزيزٌ، وإنّما يروى هذا الحديث ابن عيينة ... " فذكر السند إلى عائشة.
وللحديث شاهدٌ قد يتقوَّى به:
أخرجه أحمد (1/ 338) والبيهقي (5/ 97) من طريق حجّاج عن ابن جريج، قال: أخبرني إسماعيل بن أميّة عن رجلٍ عن ابن عبّاس أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سئل: أيُّ الشراب أطيب؟ قال: "الحلو البارد".
قال الهيثمي (5/ 79): "رجاله رجال الصحيح إلَّا أنّ تابعيَّهُ لم يُسَمَّ".
وأخرج ابن الأعرابي (ق24/ أ) من طريق طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس مرفرعًا: "خيرُ الطعام: الباردُ الحلُو، وخيرُ الشراب: الباردُ الحلو".
وطلحة متروك كما في "التقريب".
1007 - حدّثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم: نا زكريّا بن يحيى: نا قتيبة بن سعيد وأبو مصعب، كلاهما عن مالك بن أنس عن نافع عن