وله طريقٌ آخر:
أخرجه الحُمَيدي (257) وأحمد (6/ 38، 40) والترمذي (1895) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنّة" (11/ 364 - 365) - والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (12/ 92) - وأبو يعلى (4516) وأبو الشيخ في "أخلاق النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -" (ص 227، 228) والحاكم (4/ 137) والبيهقي في "الشعب" (5/ 97) من طرقٍ عن سفيان بن عيينة عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: ... فذكرته كلفظ تمام.
قال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشيخين. وسكت عليه الذهبي، وهو كما قالا، إلَّا أنَّه أُعِلَّ بالإِرسال:
قال الترمذي: "هكذا رَوى غيرُ واحدٍ عن ابن عيينة مثلَ هذا عن معمر عن الزهريِّ عن عروة عن عائشة. والصحيحُ ما رُويَ عن الزهريِّ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -" ثم روى (1896) عن عبد الله بن المبارك: أخبرنا معمر ويونس عن الزهري أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سئل: أيُّ الشرابِ أطيبُ؟. قال: الحُلْوُ الباردُ. ثمّ قال: "وهكذا روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. وهذا أصحُّ من حديث ابن عيينة -رحمه الله-". أهـ.
قلت: رواية عبد الرزاق التي ذكرها الترمذي: في مصنّفه (10/ 426) وأخرجها ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 24/ أ) والبيهقي (5/ 97). وممّن رواه عن معمر عن الزهري مرسلًا: محمد بن ثور وهشام بن يوسف الصنعانيَيْن، وهما ثقتان. ذكر ذلك ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 36) ونقَلَ عن أبي زُرعة أنه قال: المرسلُ أشبهُ.
ورواه وكيع بن الجرّاح الإِمام عن يونس -وهو ابن يزيد الأيلي- عن الزهري قال: كان أحبُّ الشراب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحُلْوَ الباردَ.
وظهر بذلك أنّ أربعةً من الثقات الأثبات رووا الحديث عن معمر عن الزُهريِّ مرسلًا، وتابع معمرًا على إرساله: يونس كما رواه عنه ثقتان.