وأخرجه أبو طاهر المُخلِّص في "فوائده- ومن طريقه ابن عساكر وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 289) من طريق عبد الله بن محمد الحلبي به. وقال ابن عساكر: غريبٌ جدًّا.
قال ابن الجوزي: "هذا حديثٌ موضوعٌ كافأ الله مَنْ وَضَعَه! فإنّه لم يقصد إلَّا شينَ الإِسلام بما نَسَب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والمتَّهمُ به: عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي، قال ابن حبّان: كان يضعُ الحديثَ، لا يحل ذِكره إلَّا على وجه القَدْحِ فيه". أهـ
هكذا قال! وتعقّبه الذهبي في "تلخيص الموضوعات" -كما في "تنزيه الشريعة" (2/ 244 - 245) - قائلًا: "عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحَلَبي ثقةٌ. وتعلّق أبو الفَرَج في الحديث عليه، وأورد قول ابن حبّان: (كان يضع) فغَلَطَ! وإنّما قال ابن حبّان ذلك في صاحب الليث بن سعد، والله أعلم". أهـ
قلت: لوسلّمنا أنّه هو فإنّه لم يتفرّد به، فقد تُوبِع -كما سيأتي في كلام الحافظ- والآفة نُمير بن الوليد فهو مجهول، وقد ذكر ابن عساكر الحديث في ترجمته ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره الحافظ في "اللسان" (6/ 171) فقال: "أخرج له أبو سعد الماليني حديثين من رواية علي بن عبيد الله بن طول الحرّاني عن أحمد بن الهيثم بن محمد القاضي عن أبيه [الضمير يعود على نمير] عن أبيه عن جدّه عن أبي موسى مرفوعًا: "اللهم أمتعنا بالإِسلام والخبر .. [وذكر باقي الحديث] وبه: "أكرموا الخبز .. [وذكر لفظ الحديث الآتي] قال أبو سعد: يُقال: إن نُميرًا تفرّد بهذين الحديثين. قلت [القائل الحافظ]: وهما موضوعان، ونُمير ما عرفتُه ولا مَنْ دونَه. وأمّا أبوه وجدّه فمعروفان".
976 - أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو أسامة: نا إسحاق: نا نُمير بن الوليد عن أبيه عن جدّه.