ثم وقفت عليه في "الطب" لأبي نعيم (ق 111/ 1) حيث روى الفصل الأخير من الحديث فوجدته: (عن سعيد بن عنبسة).
قلت: وأبو هلال قال الحافظ: صدوق فيه لينٌ.
وأخرجه الدَّيلمي في "مسند الفردوس" (الزهر: 2/ ق 109/ أ) من جهة الحاكم من طريق خلف بن أيوب: حدثنا هُشَيم عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جدّه مرفوعًا: "سيّد الشراب في الدنيا والآخرة: الماء، وسيّد الطعام في الدنيا والآخرة: اللحمُ، ثمّ الأرُزُّ".
وسنده ضعيف: خلف ضعّفه ابن معين، وهُشَيم مدلّس ولم يصرّح بالسماع، وعبد الحميد ليّن الحديث كما في "التقريب". وذِكْرُ الأرزِّ غريبٌ جدًا.
وأخرجه الحاكم (4/ 138) من طريق خلف بن الوليد الجوهري -وهو ثقةٌ كما في "تاريخ بغداد" (8/ 320 - 321) - عن هُشيم به مقتصرًا على صدر الحديث دون قوله: "وسيد الطعام ... إلخ". وصححه الحاكم وسكت عليه الذهبي!.
والعَيْشيُّ المذكور في قول تمام: "ورواه العَيْشيُّ ... الخ" هو عبيد الله بن محمد بن حفص التيمي، والعيشي نسبةً إلى عائشة بنت طلحة لأنه من ذرّيتها. كذا في "التقريب". ولم أقف على هذه الرواية موصولةً.
وللفصل الأول من الحديث شواهد:
فأخرجه ابن ماجه (3305) وابن أبي الدُّنيا في "إصلاح المال" -كما في "المقاصد" (ص 244) - وابن حبّان في "المجروحين" (1/ 332) وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 301 - 302) من طريق سليمان بن عطاء الجزري عن مسلمة بن عبد الله الجُهَني عن عمه أبي مَشْجَعة عن أبي الدرداء مرفوعًا: "سيّدُ طعام أهل الجنّة: اللحمُ".
قال ابن حبّان: "سليمان بن عطاء شيخ يروي عن مسلمة عن عمه أبي