الروح (صفحة 87)

وَقَالَ مَالك بلغنى أَن الرّوح مُرْسلَة تذْهب حَيْثُ شَاءَت

وَقَالَ الإِمَام أَحْمد فِي رِوَايَة ابْنه عبد الله أَرْوَاح للْكفَّار فِي النَّار وأرواح الْمُؤمنِينَ فِي الْجنَّة

وَقَالَ أَبُو عبد الله بن مَنْدَه وَقَالَ طَائِفَة من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ عِنْد الله عز وَجل وَلم يزِيدُوا على ذَلِك قَالَ روى عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ بالجابية وأرواح الْكفَّار ببرهوت بِئْر بحضرموت

وَقَالَ صَفْوَان بن عَمْرو سَأَلت عَامر بن عبد الله أَبَا الْيَمَان هَل لأنفس الْمُؤمنِينَ مُجْتَمع فَقَالَ إِن الأَرْض الَّتِي يَقُول الله تَعَالَى {وَلَقَد كتبنَا فِي الزبُور من بعد الذّكر أَن الأَرْض يَرِثهَا عبَادي الصالحون} قَالَ هى الأَرْض الَّتِي يجْتَمع إِلَيْهَا أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ حَتَّى يكون الْبَعْث وَقَالُوا هى الأَرْض الَّتِي يُورثهَا الله الْمُؤمنِينَ فِي الدُّنْيَا وَقَالَ كَعْب أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ عليين فِي السَّمَاء السَّابِعَة وأرواح الْكفَّار فِي سِجِّين فِي الأَرْض السَّابِعَة تَحت جند إِبْلِيس

وَقَالَت طَائِفَة أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ ببئر زَمْزَم وأرواح الْكفَّار ببئر برهوت

وَقَالَ سلمَان الفارسى أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ فِي برزخ من الأَرْض تذْهب حَيْثُ شَاءَت وأرواح الْكفَّار فِي سِجِّين وَفِي لفظ عَنهُ نسمَة الْمُؤمن تذْهب فِي الأَرْض حَيْثُ شَاءَت

وَقَالَت طَائِفَة أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ عَن يَمِين آدم وأرواح الْكفَّار عَن شِمَاله

وَقَالَت طَائِفَة أُخْرَى مِنْهُم ابْن حزم مستقرها حَيْثُ كَانَت قبل خلق أجسادها

وَقَالَ والذى نقُول بِهِ فِي مُسْتَقر الْأَرْوَاح هُوَ مَا قَالَه الله عز وَجل وَنبيه لَا نتعداه فَهُوَ الْبُرْهَان الْوَاضِح وَهُوَ أَن الله عز وَجل قَالَ وَإِذا أَخذ رَبك من بنى آدم من ظُهُورهمْ ذُرِّيتهمْ وأشهدهم على أنفسهم أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى شَهِدنَا أَن تَقولُوا يَوْم الْقِيَامَة إِنَّا كُنَّا عَن هَذَا غافلين وَقَالَ تَعَالَى {وَلَقَد خَلَقْنَاكُمْ ثمَّ صورناكم ثمَّ قُلْنَا للْمَلَائكَة اسجدوا لآدَم} فصح أَن الله تَعَالَى خلق الْأَرْوَاح جملَة وَكَذَلِكَ أخبر أَن الْأَرْوَاح جنود مجندة فَمَا تعارف مِنْهَا ائتلف وَمَا تناكر مِنْهَا اخْتلف وَأخذ الله عهدها وشهادتها لَهُ بالربوبية وهى مخلوقة مصورة عَاقِلَة قبل أَن يَأْمر الْمَلَائِكَة بِالسُّجُود لآدَم وَقبل أَن يدخلهَا فِي الأجساد والأجساد يَوْمئِذٍ تُرَاب وَمَاء ثمَّ أقرها حَيْثُ شَاءَ وَهُوَ البرزخ الذى ترجع إِلَيْهِ عِنْد الْمَوْت ثمَّ لَا يزَال يبْعَث مِنْهَا الْجُمْلَة بعد الْجُمْلَة فينفخها فِي الأجساد المتولدة من المنى إِلَى أَن قَالَ فصح أَن الْأَرْوَاح أجساد حاملة لأغراضها من التعارف والتناكر وَأَنَّهَا عارفة مُمَيزَة فيبلوهم الله فِي الدُّنْيَا كَمَا يَشَاء ثمَّ يتوفاها فَيرجع إِلَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015