يَكُونَا شَهدا جنَازَته فَقَالَ أَحدهمَا للْآخر ألم يقل رَسُول الله من قَتله بَطْنه لم يعذب فِي قَبره
وَقَالَ أَبُو دَاوُد الطيالسى فِي مُسْنده حَدثنَا شُعْبَة حَدَّثَنى أَحْمد بن جَامع بن شَدَّاد قَالَ أَبى فَذكره وَزَاد فَقَالَ الآخر بلَى
وَفِي الترمذى من حَدِيث ربيعَة بن سيف عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول الله مَا من مُسلم يَمُوت يَوْم الْجُمُعَة أَو لَيْلَة الْجُمُعَة إِلَّا وَقَاه الله فتْنَة الْقَبْر قَالَ الترمذى هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب وَلَيْسَ إِسْنَاده بِمُتَّصِل ربيعَة بن سيف إِنَّمَا يرْوى عَن أَبى عبد الرَّحْمَن الحبلى عَن عبد الله بن عَمْرو وَلَا يعرف لِرَبِيعَة بن سيف سَماع من عبد الله ابْن عَمْرو انْتهى
وَقد روى الترمذى الْحَكِيم من حَدِيث ربيعَة بن سيف هَذَا عَن عِيَاض بن عقبَة الفهرى عَن عبد الله بن عَمْرو
وَقد رَوَاهُ أَبُو نعيم الْحَافِظ عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر مَرْفُوعا وَلَفظه من مَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة أَو يَوْم الْجُمُعَة أجِير من عَذَاب الْقَبْر وَجَاء يَوْم الْقِيَامَة وَعَلِيهِ طَابع الشُّهَدَاء تفرد بِهِ عمر بن مُوسَى الوجيهى وَهُوَ مدنى ضَعِيف
وَقَوله كفي ببارقة السيوف على رَأسه فتْنَة مَعْنَاهُ وَالله أعلم قد امتحن نفَاقه من إيمَانه ببارقة السَّيْف على رَأسه فَلم يفر فَلَو كَانَ منافقا لما صَبر ببارقة السَّيْف على رَأسه فَدلَّ على أَن إيمَانه هُوَ الذى حمله على بذل نَفسه لله وتسليمها لَهُ وهاج من قلبه حمية الْغَضَب لله وَرَسُوله واظهار دينه وإعزاز كَلمته فَهَذَا قد أظهر صدق مَا فِي ضَمِيره حَيْثُ برز للْقَتْل فاستغنى بذلك عَن الامتحان فِي قَبره
قَالَ أَبُو عبد الله القرطبى إِذا كَانَ الشَّهِيد لَا يفتن فالصديق أجل خطرا وَأعظم أجرا أَن لَا يفتن لِأَنَّهُ مقدم ذكره فِي التَّنْزِيل على الشُّهَدَاء وَقد صَحَّ فِي المرابط الذى هُوَ دون الشَّهِيد أَنه لَا يفتن فَكيف بِمن هُوَ أَعلَى رُتْبَة مِنْهُ وَمن الشَّهِيد
وَالْأَحَادِيث الصَّحِيحَة ترد هَذَا القَوْل وَتبين أَن الصّديق يسْأَل فِي قَبره كَمَا يسْأَل غَيره وَهَذَا عمر بن الْخطاب رضى الله عَنهُ رَأس الصديقين وَقد قَالَ النبيى لما أخبرهُ عَن سُؤال الْملك فِي قَبره فَقَالَ وَأَنا على مثل حالتي هَذِه فَقَالَ نعم وَذكر الحَدِيث
وَقد اخْتلف فِي الْأَنْبِيَاء هَل يسْأَلُون فِي قُبُورهم على قَوْلَيْنِ وهما وَجْهَان فِي مَذْهَب أَحْمد