الروح (صفحة 5)

وحدثنى الْحُسَيْن العجلى حَدثنَا عبد الله بن نمير حَدثنَا مَالك بن مغول عَن مَنْصُور عَن زيد بن وهب قَالَ خرجت إِلَى الْجَبانَة فَجَلَست فِيهَا فَإِذا رجل قد جَاءَ إِلَى قبر فسواه ثمَّ تحول إِلَى فَجَلَسَ قَالَ فَقلت لمن هَذَا الْقَبْر قَالَ أَخ لى فَقلت أَخ لَك فَقَالَ أَخ لى فِي الله رَأَيْته فِيمَا يرى النَّائِم فَقلت فلَان عِشْت الْحَمد لله رب الْعَالمين قَالَ قد قلتهَا لِأَن أقدر على أَن أقولها أحب إِلَى من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ثمَّ قَالَ ألم تَرَ حَيْثُ كَانُوا يدفنوننى فَإِن فلَانا قَامَ فصلى رَكْعَتَيْنِ لِأَن اكون أقدر على أَن أصليهما أحب إِلَى من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا

حَدَّثَنى أَبُو بكر التيمى حَدثنَا عبد الله بن صَالح حَدَّثَنى اللَّيْث بن سعد حَدَّثَنى حميد الطَّوِيل عَن مطرف بن عبد الله الحرشى قَالَ خرجنَا إِلَى الرّبيع فِي زَمَانه فَقُلْنَا ندخل يَوْم الْجُمُعَة لشهودها وطريقنا على الْمقْبرَة قَالَ فَدَخَلْنَا فَرَأَيْت جَنَازَة فِي الْمقْبرَة فَقلت لَو اغتنمت شُهُود هَذِه الْجِنَازَة فشهدتها قَالَ فاعتزلت نَاحيَة قَرِيبا من قبر فركعت رَكْعَتَيْنِ خففتهما لم أَرض اتقانهما ونعست فَرَأَيْت صَاحب الْقَبْر يكلمنى وَقَالَ ركعت رَكْعَتَيْنِ لم ترض اتقانهما قلت قد كَانَ ذَلِك قَالَ تَعْمَلُونَ وَلَا تعلمُونَ وَلَا نستطيع أَن نعمل لِأَن أكون ركعت مثل ركعتيك أحب إِلَى من الدُّنْيَا بحذافيرها فَقلت من هَا هُنَا فَقَالَ كلهم مُسلم وَكلهمْ قد أصَاب خيرا فَقلت من هَا هُنَا أفضل فَأَشَارَ إِلَى قبر فَقلت فِي نفسى اللَّهُمَّ رَبنَا اخرجه إِلَى فأكلمه قَالَ فَخرج من قَبره فَتى شَاب فَقلت أَنْت أفضل من هَا هُنَا قَالَ قد قَالُوا ذَلِك قلت فبأى شَيْء نلْت ذَلِك فوَاللَّه مَا أرى لَك ذَلِك السن فَأَقُول نلْت ذَلِك بطول الْحَج وَالْعمْرَة وَالْجهَاد فِي سَبِيل الله وَالْعَمَل قَالَ قد ابْتليت بالمصائب فرزقت الصَّبْر عَلَيْهَا فبذلك فضلتهم

وَهَذِه المرائى وَإِن لم تصح بمجردها لاثبات مثل ذَلِك فهى على كثرتها وَأَنَّهَا لَا يحصيها إِلَّا الله قد تواطأت على هَذَا الْمَعْنى وَقد قَالَ النَّبِي أرى رُؤْيا رؤياكم قد تواطأت على أَنَّهَا فِي الْعشْر الْأَوَاخِر يَعْنِي لَيْلَة الْقدر فَإِذا تواطأت رُؤْيا الْمُؤمنِينَ على شَيْء كَانَ كتواطؤ روايتهم لَهُ وكتواطؤ رَأْيهمْ على استحسانه واستقباحه وَمَا رَآهُ الْمُسلمُونَ حسنا فَهُوَ عِنْد الله حسن وَمَا رَأَوْهُ قبيحا فَهُوَ عِنْد الله قَبِيح على أَنا لم نثبت هَذَا بِمُجَرَّد الرُّؤْيَا بل بِمَا ذَكرْنَاهُ من الْحجَج وَغَيرهَا

وَقد ثَبت فِي الصَّحِيح أَن الْمَيِّت يسْتَأْنس بالمشيعين لجنازته بعد دَفنه فروى مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن شماسَة المهرى قَالَ حَضَرنَا عَمْرو بن الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاق الْمَوْت فَبكى طَويلا وحول وَجهه إِلَى الْجِدَار فَجعل ابْنه يَقُول مَا يبكيك يَا أبتاه أما يُشْرك رَسُول الله بِكَذَا فَأقبل بِوَجْهِهِ فَقَالَ إِن أفضل مَا نعد شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وإنى كنت على أطباق ثَلَاث لقد رأيتنى وَمَا اُحْدُ أَشد بغضا لرَسُول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015