وذخيرتى وَمن عَلَيْهِ اعتمادى فِي حياتى وَبعد موتى لَا تخذلنى عِنْد الْمَوْت وَلَا توحشنى فِي قبرى قَالَ فَمَاتَتْ فَكنت آتيها فِي كل جُمُعَة فأدعو لَهَا وَأَسْتَغْفِر لَهَا وَلأَهل الْقُبُور فرأيتها ذَات يَوْم فِي منامى فَقلت لَهَا يَا أمه كَيفَ أَنْت قَالَت أى بنى ان للْمَوْت لكربة شَدِيدَة وإنى بِحَمْد الله لفي برزخ مَحْمُود نفترش فِيهِ الريحان ونتوسد فِيهِ السندس والاستبرق إِلَى يَوْم النشور فَقلت لَهَا أَلَك حَاجَة قَالَت نعم قلت وَمَا هى قَالَت لَا تدع مَا كنت تصنع من زيارتنا وَالدُّعَاء لنا فإنى لأبشر بمجيئك يَوْم الْجُمُعَة إِذا أَقبلت من أهلك يُقَال لي يَا راهبة هَذَا ابْنك قد أقبل فَأسر وَيسر بذلك من حولى من الْأَمْوَات
حَدَّثَنى مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن سُلَيْمَان حَدثنَا بشر بن مَنْصُور قَالَ لما كَانَ زمن الطَّاعُون كَانَ رجل يخْتَلف إِلَى الجبان فَيشْهد الصَّلَاة على الْجَنَائِز فَإِذا أَمْسَى وقف على بَاب الْمَقَابِر فَقَالَ آنس الله وحشتكم ورحم غربتكم وَتجَاوز عَن مسيئكم وَقبل حسناتكم لَا يزِيد على هَؤُلَاءِ الْكَلِمَات قَالَ فأمسيت ذَات لَيْلَة وانصرفت إِلَى أهلى وَلم آتٍ الْمَقَابِر فأدعو كَمَا كنت أَدْعُو قَالَ فَبينا أَنا نَائِم إِذا بِخلق كثير قد جاءونى فَقلت مَا أَنْتُم وَمَا حَاجَتكُمْ قَالُوا نَحن أهل الْمَقَابِر قلت مَا حَاجَتكُمْ قَالُوا إِنَّك عودتنا مِنْك هَدِيَّة عِنْد انصرافك إِلَى أهلك فَقلت وَمَا هى قَالُوا الدَّعْوَات الَّتِي كنت تَدْعُو بهَا قَالَ قلت فإنى أَعُود لذَلِك قَالَ فَمَا تركتهَا بعد
حَدَّثَنى مُحَمَّد حَدَّثَنى أَحْمد بن سهل حَدَّثَنى رشد بن سعد عَن رجل عَن يزِيد بن أَبى حبيب ان سليم بن عُمَيْر مر على مَقْبرَة وَهُوَ حاقن قد غَلبه الْبَوْل فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه لَو نزلت إِلَى هَذِه الْمَقَابِر فبلت فِي بعض حفرهَا فَبكى ثمَّ قَالَ سُبْحَانَ الله وَالله إنى لأَسْتَحي من الْأَمْوَات كَمَا استحي من الْأَحْيَاء وَلَوْلَا أَن الْمَيِّت يشْعر بذلك لما استحيا مِنْهُ
وأبلغ من ذَلِك أَن الْمَيِّت يعلم بِعَمَل الحى من أَقَاربه وإخوانه قَالَ عبد الله بن الْمُبَارك حَدَّثَنى ثَوْر بن يزِيد عَن ابراهيم عَن أَبى أَيُّوب قَالَ تعرض أَعمال الْأَحْيَاء على الْمَوْتَى فَإِذا رَأَوْا حسنا فرحوا وَاسْتَبْشَرُوا وَإِن رَأَوْا سوءا قَالُوا اللَّهُمَّ رَاجع بِهِ وَذكر ابْن أَبى الدُّنْيَا عَن أَحْمد بن أَبى الحوارى قَالَ حَدَّثَنى مُحَمَّد أخى قَالَ دخل عباد بن عباد على ابراهيم بن صَالح وَهُوَ على فلسطين فَقَالَ عظنى قَالَ بِمَ أعظك أصلحك الله بلغنى أَن أَعمال الْأَحْيَاء تعرض على أقاربهم الْمَوْتَى فَانْظُر مَا يعرض على رَسُول الله من عَمَلك فَبكى ابراهيم حَتَّى اخضلت لحيته
قَالَ ابْن أَبى الدُّنْيَا وحدثنى مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدَّثَنى خَالِد بن عَمْرو الأموى حَدثنَا صَدَقَة بن سُلَيْمَان الجعفرى قَالَ كَانَت لى شرة سمجة فَمَاتَ أَبى فأنبت وندمت على مَا فرطت قَالَ ثمَّ زللت أيمازلة فَرَأَيْت أَبى فِي الْمَنَام فَقَالَ أى بنى مَا كَانَ أَشد فرحى بك أعمالك تعرض علينا فنشبهها