التَّوْحِيد العملي الإرادي وَبَين هضم أَرْبَاب الْمَرَاتِب مَرَاتِبهمْ الَّتِي أنزلهم الله إِيَّاهَا وَالْفرق بَين تَجْرِيد مُتَابعَة الْمَعْصُوم وَبَين إهدار أَقْوَال الْعلمَاء وإلغائها وَعدم الِالْتِفَات إِلَيْهَا وَالْفرق بَين تَقْلِيد الْعَالم وَبَين الاستضاءة بِنور علمه والاستعانة بفهمه وَالْفرق بَين أَوْلِيَاء الرَّحْمَن وأولياء الشَّيْطَان وَالْفرق بَين الْحَال الإيماني الرحماني وَالْحَال الشيطاني الكفرى وَالْحَال النفساني وَالْفرق بَين الحكم الْمنزل الْوَاجِب الِاتِّبَاع على كل وَاحِد وَالْحكم المؤول الَّذِي نهايته أَن يكون جَائِز الإتباع عِنْد الضَّرُورَة وَلَا دَرك على مخالفه
فرق مِنْهَا يَسْتَدْعِي بَسطه كتابا كَبِيرا فَالْفرق بَين تَوْحِيد الْمُرْسلين وتوحيد المعطلين أَن تَوْحِيد الرُّسُل إِثْبَات صِفَات الْكَمَال لله على وَجه التَّفْصِيل وعبادته وَحده لَا شريك لَهُ فَلَا يَجْعَل لَهُ ندا فِي قصد وَلَا حب وَلَا خوف وَلَا رَجَاء وَلَا لفظ وَلَا حلف وَلَا نذر بل يرفع العَبْد الانداد لَهُ من قلبه وقصده وَلسَانه وعبادته كَمَا أَنَّهَا مَعْدُومَة فِي نفس الْأَمر لَا وجود لَهَا الْبَتَّةَ فَلَا يَجْعَل لَهَا وجودا فِي قلبه وَلسَانه
وَأما تَوْحِيد المعطلين فنفى حقائق أَسْمَائِهِ وَصِفَاته وتعطليها وَمن أمكنة مِنْهُم تعطليها من لِسَانه عطلها فَلَا يذكرهَا وَلَا يذكر آيَة تتضمنها وَلَا حَدِيثا يُصَرح بِشَيْء مِنْهَا وَمن لم يُمكنهُ تَعْطِيل ذكرهَا سَطَا عَلَيْهَا بالتحريف وَنفى حَقِيقَتهَا وَجعلهَا اسْما فَارغًا لَا معنى لَهُ أَو مَعْنَاهُ من جنس الألغاز والأحاجي على أَن من طرد تعطيله مِنْهُم على أَنه يلْزمه فِي مَا حرف إِلَيْهِ النَّص من الْمَعْنى نَظِير مَا فر مِنْهُ سَوَاء فَإِن لزم تَمْثِيل أَو تَشْبِيه أَو حُدُوث فِي الْحَقِيقَة لزم فِي الْمَعْنى الَّذِي حمل عَلَيْهِ النَّص وَإِن لَا يلْزم فِي هَذَا فَهُوَ أولى أَن لَا يلْزم فِي الْحَقِيقَة فَلَمَّا علم هَذَا لم يُمكنهُ إِلَّا تَعْطِيل الْجَمِيع فَهَذَا طرد لأصل التعطيل وَالْفرق اقْربْ مِنْهُ وَلكنه مُنَاقض يتحكم بِالْبَاطِلِ حَيْثُ أثبت لله بعض مَا أثْبته لنَفسِهِ وَنفى عَنهُ الْبَعْض الآخر وَاللَّازِم الْبَاطِل فيهمَا وَاحِد وَاللَّازِم الْحق لَا يفرق بَينهمَا
وَالْمَقْصُود أَنهم سموا هَذَا التعطيل توحيدا وَإِنَّمَا هُوَ إلحاد فِي أَسمَاء الرب تَعَالَى وَصِفَاته وتعطيل لحقائقها
النقائض والعيوب الَّتِي نزه نَفسه عَنْهَا وَهِي المنافية لكماله وَكَمَال ربوبيته وعظمته كالسنة وَالنَّوْم والغفلة وَالْمَوْت