وَقَالَ أَو جَعْفَر السقاء صَاحب بشر بن الْحَارِث رَأَيْت بشرا الحافي ومعروف الكرخى وهما جائيان فَقلت من أَيْن فَقَالَا من جنَّة الفردوس زرنا كليم الله مُوسَى
وَقَالَ عَاصِم الجزرى رَأَيْت فِي النّوم كأنى لقِيت بشر بن الْحَارِث فَقلت من أَيْن يَا أَبَا نصر قَالَ من عليين قلت فَمَا فعل أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ تركته السَّاعَة مَعَ عبد الْوَهَّاب الْوراق بَين يدى الله عز وَجل يأكلان ويشربان فَقلت لَهُ فَأَنت قَالَ علم قلَّة رغبتى فِي الطَّعَام فأباحنى النّظر إِلَيْهِ
وَقَالَ أَبُو جَعْفَر السقاء رَأَيْت بشر بن الْحَارِث فِي النّوم بعد مَوته فَقلت أَبَا نصر مَا فعل الله بك قَالَ الطفنى ورحمنى وَقَالَ لى يَا بشر لَو سجدت لى فِي الدُّنْيَا على الْجَمْر مَا أدّيت شكر مَا حشوت قُلُوب عبادى مِنْك وأباح لى نصف الْجنَّة فأسرح فِيهَا حَيْثُ شِئْت ووعدنى أَن يغْفر لمن تبع جنازتى فَقلت مَا فعل أَبُو نصر التمار فَقَالَ ذَاك فَوق النَّاس بصبره على بلائه وَفَقره
قَالَ عبد الْحق لَعَلَّه أَرَادَ بقوله نصف الْجنَّة نصف نعيمها لِأَن نعيمها نِصْفَانِ نصف روحانى وَنصف جسمانى فيتنعمون أَولا بالروحانى فَإِذا ردَّتْ الْأَرْوَاح إِلَى الأجساد أضيف لَهُم النَّعيم الجسمانى إِلَى الروحانى وَقَالَ غَيره نعيم الْجنَّة مُرَتّب على الْعلم وَالْعَمَل وحظ بشر من الْعَمَل كَانَ أوفي من حَظه فِي الْعلم وَالله أعلم
وَقَالَ بعض الصَّالِحين رَأَيْت أَبَا بكر الشلبى فِي الْمَنَام وَكَأَنَّهُ قَاعد فِي مجْلِس الرصافة بالموضع الَّذِي كَانَ يقْعد فِيهِ وَإِذا بِهِ قد أقبل وَعَلِيهِ ثِيَاب حسان فَقُمْت إِلَيْهِ وسلمت عَلَيْهِ وَجَلَست بَين يَدَيْهِ فَقلت لَهُ من أقرب أَصْحَابك إِلَيْك قَالَ ألهجهم بِذكر الله وأقومهم بِحَق الله وأسرعهم مبادرة فِي مرضاة الله
وَقَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن الساحلى رَأَيْت ميسرَة بن سليم فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقلت لَهُ طَالَتْ غَيْبَتِك فَقَالَ السّفر طَوِيل فَقلت لَهُ فَمَا الَّذِي قدمت عَلَيْهِ فَقَالَ رخص لى لأَنا كُنَّا نفتى بالرخص فَقلت فَمَا تأمرنى بِهِ قَالَ اتِّبَاع الْآثَار وصحبة الأخيار ينجيان من النَّار ويقربان من الْجَبَّار
وَقَالَ أَبُو جَعْفَر الضَّرِير رَأَيْت عِيسَى بن زَاذَان بعد مَوته فَقلت مَا فعل الله بك فَأَنْشَأَ يَقُول
لَو رَأَيْت الحسان فِي الْخلد حولى ... وأكاويب مَعهَا للشراب
يترنمن بِالْكتاب جَمِيعًا ... يتمشين مسبلات الثِّيَاب