قَالَ كَانَ لي جَار يشْتم أَبَا بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا فَلَمَّا كَانَ ذَات يَوْم أَكثر من شتمهما فتناولته وتناولي فأنصرفت إِلَى منزلي وَأَنا مغموم حَزِين فَنمت وَتركت الْعشَاء فَرَأَيْت رَسُول الله فِي الْمَنَام فَقلت يَا رَسُول الله فلَان يسب أَصْحَابك قَالَ من أَصْحَابِي قلت أَبُو بكر وَعمر فَقَالَ خُذ هَذِه المدية فأذبحه بهَا فأخذتها فأضجعته وذبحته وَرَأَيْت كَأَن يَدي أَصَابَهَا من دَمه فألقيت المدية وأهويت بيَدي إِلَى الأَرْض لأمسحها فأنتبهت وَأَنا أسمع الصُّرَاخ من نَحْو دَاره فَقلت مَا هَذَا الصُّرَاخ قَالُوا فلَان مَاتَ فَجْأَة فَلَمَّا أصحنا جِئْت فَنَظَرت إِلَيْهِ فَإِذا خطّ مَوضِع الذّبْح
وَفِي كتاب المنامات لِابْنِ أبي الدُّنْيَا عَن شيخ من قُرَيْش قَالَ رَأَيْت رجلا بِالشَّام قد أسود نصف وَجهه وَهُوَ يغطيه فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ قد جعلت لله على أَن لَا يسألني أحد عَن ذَلِك إِلَّا أخْبرته بِهِ كنت شَدِيد الوقيعة فِي عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فَبينا أَنا ذَات لَيْلَة نَائِم إِذْ أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ لي أَنْت صَاحب الوقيعة فِي فَضرب شقّ وَجْهي فَأَصْبَحت وشق وَجْهي أسود كَمَا ترى
وَذكر مسْعدَة عَن هِشَام بن حسان عَن وَاصل مولى أبي عُيَيْنَة عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن صَفِيَّة بنت شيبَة قَالَت كنت عِنْد عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا فأتتها امْرَأَة مُشْتَمِلَة على يَدهَا فَجعل النِّسَاء يولعن بهَا فَقَالَت مَا أَتَيْتُك إِلَّا من أجل يَدي أَن أبي كَانَ رجلا سَمحا وَأَنِّي رَأَيْت فِي الْمَنَام حياضا عَلَيْهَا رجال مَعَهم آنِية يسقون من أَتَاهُم فَرَأَيْت أبي قلت أَيْن أُمِّي فَقَالَ انظري فَنَظَرت فَإِذا أُمِّي لَيْسَ عَلَيْهَا إِلَّا قِطْعَة خرقَة فَقَالَ أَنَّهَا لم تَتَصَدَّق قطّ إِلَّا بِتِلْكَ الْخِرْقَة وحمة من بقرة ذبحوها فَتلك الشحمة تذاب وتطرى بهَا وَهِي تَقول وأعطشاه قَالَت فَأخذت إِنَاء من الْآنِية فسقيتها فنوديت من فَوقِي من سَقَاهَا أيبس الله يَده فَأَصْبَحت يَدي كَمَا تَرين
وَذكر الْحَارِث بن أَسد المحاسبي واصبغ وَخلف بن الْقَاسِم وَجَمَاعَة عَن سعيد بن مسلمة قَالَ بَيْنَمَا امْرَأَة عِنْد عَائِشَة إِذْ قَالَت بَايَعت رَسُول الله على أَن لَا أشرك بِاللَّه شَيْئا وَلَا أسرق وَلَا أزني وَلَا أقتل وَلَدي وَلَا آتِي بِبُهْتَان أفتريه من بَين يَدي ورجلي وَلَا أعصي فِي مَعْرُوف فوفيت لرَبي ووفا لي رَبِّي فوَاللَّه لَا يُعَذِّبنِي الله فَأَتَاهَا فِي الْمَنَام ملك فَقَالَ لَهَا كلا إِنَّك تتبرجين وزينتك تبدين وخيرك تكندين وجارك تؤذين وزوجك تعصين ثمَّ وضع أَصَابِعه الْخمس على وَجههَا وَقَالَ خمس بِخمْس وَلَو زِدْت زدناك فَأَصْبَحت وَأثر الْأَصَابِع فِي وَجههَا