وقصة صَدَقَة بن سُلَيْمَان الجعفرى وأخبار ابْنه لَهُ بِمَا عمل من بعده وقصة شبيب بن شيبَة وَقَول أمه لَهُ بعد الْمَوْت جَزَاك الله خيرا حَيْثُ لقنها لَا إِلَه إِلَّا الله وقصة الْفضل بن الْمُوفق مَعَ ابْنه وإخباره إِيَّاه بِعِلْمِهِ بزيارته
وَقَالَ سعيد بن الْمسيب التقي عبد الله بن سَلام وسلمان الْفَارِسِي فَقَالَ أَحدهمَا للْآخر أَن مت قبلى فالقني فاخبرني مَا لقِيت من رَبك وَإِن أَنا مت قبلك لقيتك فأخبرتك فَقَالَ الآخر وَهل تلتقي الْأَمْوَات والأحياء قَالَ نعم أَرْوَاحهم فِي الْجنَّة تذْهب حَيْثُ تشَاء قَالَ فَمَاتَ فلَان فَلَقِيَهُ فِي الْمَنَام فَقَالَ توكل وأبشر فَلم أر مثل التَّوَكُّل قطّ وَقَالَ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب كنت أشتهى أَن ارى عمر فِي الْمَنَام فَمَا رَأَيْته إِلَّا عِنْد قرب الْحول فرأيته يمسح الْعرق عَن جَبينه وَهُوَ يَقُول هَذَا أَوَان فراغي إِن كَاد عَرْشِي ليهد لَوْلَا أَن لقِيت رءوفا رحميا
وَلما حضرت شُرَيْح بن عَابِد الثمالى الْوَفَاة دخل عَلَيْهِ غُضَيْف بن الْحَارِث وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ فَقَالَ يَا أَبَا الْحجَّاج إِن قدرت على أَن تَأْتِينَا بعد الْمَوْت فتخبرنا بِمَا ترى فافعل قَالَ وَكَانَت كلمة مَقْبُولَة فِي أهل الْفِقْه قَالَ فَمَكثَ زَمَانا لَا يرَاهُ ثمَّ رَآهُ فِي مَنَامه فَقَالَ لَهُ أَلَيْسَ قدمت قَالَ بلَى قَالَ فَكيف حالك قَالَ تجَاوز رَبنَا عَنَّا الذُّنُوب فَلم يهْلك منا إِلَّا الاحراض قلت وَمَا الأحراض قَالَ الَّذين يشار إِلَيْهِم بالأصابع فِي الشَّيْء
وَقَالَ عبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز رَأَيْت أبي فِي النّوم بعد مَوته كَأَنَّهُ فِي حديقة فَدفع إِلَى تفاحات فأولتهن الْوَلَد فَقلت أى الْأَعْمَال وجدت أفضل فَقَالَ الاسْتِغْفَار أى بنى
وَرَأى مسلمة بن عبد الْملك عمر بن عبد الْعَزِيز بعد مَوته فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَيْت شعرى إِلَى أى الْحَالَات صرت بعد الْمَوْت قَالَ يَا مسلمة هَذَا أَوَان فراغي وَالله مَا استرحت إِلَّا الْآن قَالَ قلت فَأَيْنَ أَنْت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ مَعَ أَئِمَّة الْهدى فِي جنَّة عدن
قَالَ صَالح البراد رَأَيْت زُرَارَة بن أوفي بعد مَوته فَقلت رَحِمك الله مَاذَا قيل لَك وماذا قلت فَأَعْرض عَنى قلت فَمَا صنع الله بك قَالَ تفضل على بجوده وَكَرمه قلت فَأَبُو الْعَلَاء بن يزِيد أَخُو مطرف قَالَ ذَاك فِي الدَّرَجَات العلى قلت فأى الْأَعْمَال أبلغ فِيمَا عنْدكُمْ قَالَ التَّوَكُّل وَقصر الأمل
وَقَالَ مَالك بن دِينَار رَأَيْت مُسلم بن يسَار بعد مَوته فَسلمت عَلَيْهِ فَلم يرد على السَّلَام فَقلت مَا يمنعك أَن ترد السَّلَام قَالَ أَنا ميت فَكيف أرد عَلَيْك السَّلَام فَقلت لَهُ مَاذَا لقِيت بعد الْمَوْت قَالَ لقِيت وَالله أهوالا وزلازل عظاما شدادا قَالَ قلت لَهُ فَمَا كَانَ بعد ذَلِك قَالَ وَمَا ترَاهُ يكون من الْكَرِيم قبل منا الْحَسَنَات وَعَفا لنا عَن السَّيِّئَات وَضمن عَنَّا النبعات قَالَ ثمَّ شهق مَالك شهقة خر مغشيا عَلَيْهِ قَالَ فَلبث بعد ذَلِك أَيَّامًا مَرِيضا ثمَّ انصدع قلبه فَمَاتَ