هَؤُلَاءِ أهل النَّار ثمَّ أَخذ عَهده على الْإِيمَان بِهِ والمعرفة لَهُ ولأمره والتصديق بِهِ وبأمره من بنى آدم كلهم وأشهدهم على أنفسهم فآمنوا وَصَدقُوا وَعرفُوا وأقروا
وَذكر مُحَمَّد بن نصر من تَفْسِير السدى عَن أَبى مَالك وأبى صَالح عَن ابْن عَبَّاس وَعَن مرّة الهمدانى عَن ابْن مَسْعُود عَن أنَاس من أَصْحَاب النَّبِي فِي قَوْله تَعَالَى {وَإِذ أَخذ رَبك من بني آدم} الْآيَة لما أخرج الله آدم من الْجنَّة قبل ان يهْبط من السَّمَاء مسح صفحة ظهر آدم الْيُمْنَى فَأخْرج مِنْهُ ذُرِّيَّة بَيْضَاء مثل اللُّؤْلُؤ وكهيئة الذَّر فَقَالَ لَهُم ادخُلُوا الْجنَّة برحمتي وَمسح صفحة ظَهره الْيُسْرَى فَأخْرج مِنْهُ ذُرِّيَّة سَوْدَاء كَهَيئَةِ الذَّر فَقَالَ ادخُلُوا النَّار وَلَا أُبَالِي فَذَلِك حَيْثُ يَقُول وَأَصْحَاب الْيَمين وَأَصْحَاب الشمَال ثمَّ أَخذ مِنْهُم الْمِيثَاق فَقَالَ {أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى} فَأعْطَاهُ طَائِفَة طائعين وَطَائِفَة كارهين على وَجه التقية فَقَالَ هُوَ وَالْمَلَائِكَة {شَهِدنَا أَن تَقولُوا يَوْم الْقِيَامَة إِنَّا كُنَّا عَن هَذَا غافلين أَو تَقولُوا إِنَّمَا أشرك آبَاؤُنَا من قبل وَكُنَّا ذُرِّيَّة من بعدهمْ} فَلَيْسَ أحد من ولد آدم إِلَّا وَهُوَ يعرف أَن الله ربه وَلَا مُشْرك إِلَّا وَهُوَ يَقُول إِنَّا وجدنَا آبَاءَنَا على أمة فَذَلِك قَوْله تَعَالَى {وَإِذ أَخذ رَبك من بني آدم} وَقَوله تَعَالَى وَله أسلم من فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض طَوْعًا وَكرها وَقَوله تَعَالَى {فَللَّه الْحجَّة الْبَالِغَة فَلَو شَاءَ لهداكم أَجْمَعِينَ} قَالَ يعْنى يَوْم أَخذ عَلَيْهِم الْمِيثَاق
قَالَ إِسْحَاق وَأخْبرنَا روح بن عبَادَة حَدثنَا مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذى قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن كَعْب القرظى يَقُول فِي هَذِه الْآيَة {وَإِذ أَخذ رَبك من بني آدم} الْآيَة أقرُّوا لَهُ بِالْإِيمَان والمعرفة الْأَرْوَاح قبل أَن يخلق أجسادها
قَالَ حَدثنَا الْفضل بن مُوسَى عَن عبد الْملك عَن عَطاء فِي هَذِه الْآيَة قَالَ اخْرُجُوا من صلب آدم حِين أَخذ مِنْهُم الْمِيثَاق ثمَّ ردوا فِي صلبه
قَالَ إِسْحَاق وَأخْبرنَا على بن الْأَجْلَح عَن الضَّحَّاك قَالَ ان الله أخرج من ظهر آدم يَوْم خلقه مَا يكون إِلَى أَن تقوم السَّاعَة فَأخْرجهُمْ مثل الذَّر فَقَالَ {أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى} قَالَت الْمَلَائِكَة {شَهِدنَا أَن تَقولُوا يَوْم الْقِيَامَة إِنَّا كُنَّا عَن هَذَا غافلين} ثمَّ قبض قَبْضَة بِيَمِينِهِ فَقَالَ هَؤُلَاءِ فِي الْجنَّة وَقبض أُخْرَى فَقَالَ هَؤُلَاءِ فِي النَّار
قَالَ إِسْحَاق وَأخْبرنَا أَبُو عَامر الْعَقدي وَأَبُو نعيم الملائى قَالَ حَدثنَا هِشَام بن سعد عَن يحيى وَلَيْسَ بِابْن سعيد قَالَ قلت لِابْنِ الْمسيب مَا تَقول فِي الْعَزْل قَالَ إِن شِئْت حدثتك حَدِيثا هُوَ حق إِن الله سُبْحَانَهُ لما خلق آدم أرَاهُ كَرَامَة لم يرهَا أحدا من خلق الله أرَاهُ كل نسمَة هُوَ خَالِقهَا من ذُريَّته إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَمن حَدثَك أَن يزِيد فيهم شَيْئا أَو ينقص مِنْهُم فقد كذب وَلَو كَانَ لي سَبْعُونَ مَا باليت